كرم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، رئيس أساقفة الجزائر، هنري تيسيي، الذي أنهى مهامه على رأس أسقفية الجزائر بعد عقود من النشاط الديني، في وقت تعيش فيه البلاد على وقع جدل بسبب عمليات التبشير، التي يقوم بها بعض المسيحيين العاملين في الجزائر. وقال غلام الله، في كلمة ألقاها بمناسبة هذا التكريم، إن "الأسقف تيسيي سوف لن يغادر سوى منصبه الرسمي كرئيس لأساقفة الجزائر، وسيستمر في عمله بالجزائر، سيما على المستويين الروحي والثقافي". وحيا ممثل الحكومة رجل الدين المسيحي وألبسه برنوسا جزائريا، منوها ب "التقدير والاحترام اللذين يكنهما الجزائريون لهذا الرجل، الذي قال إنه يحترم الآخرين ويستجيب لدعوة المسيح عليه السلام". وأطرى ممثل الحكومة على تيسيي، الذي ولد بمدينة ليون الفرنسية في سنة 1929، وخاطبه قائلا "انك تجلس مكان رجل عظيم هو الكاردينال ديفال"، الذي قال إن مواقفه تميزت إزاء الجزائريين بالإيجابية، ما مكنه من التأثير عليهم وتغيير نظرتهم تجاه الكنيسة، التي أرستها فرنسا في الجزائر منذ ما يقارب القرنين من الزمن. واستغل وزير الأوقاف هذه المناسبة، ليرحب بخليفة هنري تيسيي، الأردني غالب بدر، "القادم من بلاد الشام المعروفة بالتسامح والتعايش بين الديانات سيما المسيحية والإسلام". وقد أثر هذا التكريم كثيرا في شخص هنري تيسيي، الذي أعرب عن "تأثره البالغ"، وأكد أمام الحضور انه حاول خلال مسيرته أن يحذو حذو الكاردينال ديفال، الذي سبق له التأكيد على "ضرورة توحيد الجهود من اجل السلام في الجزائر. وعن مستقبل الأسقف الجديد غالب بدر بالجزائر، قال تيسيي، إنه "سيعمل في كنيسة لها صداقة مع الكثير من الجزائريين". وقد عين هنري تيسيي خطيبا بكنيسة الجزائر في سنة 1955 ، ورقي إلى أسقف لكنيسة وهران في سنة 1973. وأعلن الانسحاب الرسمي من مهامه على رأس الأسقفية، بسب سنه المتقدمة، ما فسح المجال لراعي الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، الألماني بنديكت السادس عشر، بتعيين غالب بدر، البالغ من العمر 57 سنة، خليفة له في أكتوبر المنصرم.