تشكل الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للجزائر، يوم أمس، محطة هامة في دعم العلاقات الثنائية بين الإماراتوالجزائر، وهي ثمرة للزيارات المتتالية التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لهذا البلد. والزيارة التاريخية التي قام بها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في جويلية 2007 للجزائر، والاجتماعات الدورية المتتالية للجنة المشتركة التي عقدت دوراتها في السنوات الأخيرة في كل الجزائروأبوظبي وآخرها الدورة السادسة التي جرت في الجزائر في شهر جوان 2008 برئاسة كل من وزير المالية كريم وجودي ووزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، حيث تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات مثل اتفاقية النقل الجوي، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل، واتفاقية تشجيع الحماية المتبادلة للاستثمارات، وكان آخر اتفاق ذو أبعاد قوية هو اتفاق تحويل جزء من مديونية إمارة أبوظبي المقدرة ب 333 مليون دولار الى استثمارات في الجزائر، علما أن الديون كانت تصل الى 600 مليون دولار أودعتها إمارة أبوظبي في الجزائر كوديعة بنسب فائدة ضعيفة جدا. كما بدأت الشركات الإماراتية بدخول السوق الجزائرية، حيث دخلت رسميا شركة القدرة، ومصرف السلام، وشركة الإمارات الدولية للاستثمار التي ستنجز حظيرة بمواصفات عالمية في منطقة الرياح الكبرى بالجزائر العاصمة قيمة المشروع تقدر ب 5 ملايير دولار، كما استثمرت شركة الراشدين للتبغ في مصنع بالقليعة، وشركة الغرير للمواد الغذائية في ولاية بسكرة، وشركة محاصيل في تربية الأبقار في ولاية تيارت، ومؤخرا موانئ دبي لتسيير كلا من مينائي العاصمة وجن جن بمبلغ يقدر ب 850 مليون دولار، في انتظار شروع شركة إعمار في تجسيد مشاريعها ميدانيا بمبلغ يقدر بنحو 20 مليار دولار أو أكثر. زيارة ولي عهد أبوظبي للجزائر على رأس وفد اقتصادي هام تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي تعود إلى نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1971. للعلم فإن العلاقات التجارية بدورها ارتفعت من 227 مليون الى 414 مليون دولار عام 2006 بمعدل نمو سنوي يقدر ب 16 بالمائة، وتشير المعطيات الى أن التبادل التجاري سيرتفع لا محالة مع تطور الاستثمارات الإماراتية في الجزائر ورغبة الكثير من الجزائريين الاستثمار في دولة الإمارات.