قررت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في ختام اجتماعها في القاهرة أول أمس السبت تأجيل النظر بشأن تخفيض إنتاجها من النفط حتى الاجتماع المقبل المقرر عقده في وهران بالجزائر في شهر ديسمبر. وقال وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل الذي يرأس المنظمة إنها تريد أن تنتظر لترى ما إذا كانت التدابير التي اتخذتها لوقف تراجع الأسعار قد بدأت تعطي نتائجها، قبل اللجوء إلى خفض جديد للإنتاج. وأوضح خليل أن "الأعضاء ينتابهم القلق حيال ضعف الاقتصاد العالمي وتأثيره على أسعار النفط", مشيرا إلى أنهم "اتفقوا على اتخاذ أي إجراء إضافي في 17 ديسمبر المقبل لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط". وفيما يتعلق بتقيد أوبك بالاتفاق الذي توصلت إليه في أواخر نوفمبر الماضي لتخفيض الإمدادات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا, قال خليل انه "وفقا للمؤشرات الأولية للصناعة فإن الاتفاق يجري تنفيذه وهو ما يؤكد أن الدول الأعضاء في أوبك تتقيد بالقرار وتنفذ التزاماتها". ولفت رئيس المنظمة إلى أن "المخزونات النفطية التجارية لدى الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تصل إلى ما يغطي 59 يوما من الطلب الآجل بحلول نهاية 2009 إذا لم تتخذ أوبك مزيدا من الإجراءات لتقييد الإمدادات". وكانت أسعار النفط فقدت نحو 100 دولار مقارنة بأعلى سعر وصله على الإطلاق في أوت الماضي عندما تجاوز حاجز 147 دولار للبرميل بسبب الأزمة المالية العالمية ودخول بعض الاقتصادات الكبرى مرحلة الركود. ويعتقد معظم الخبراء الاقتصاديين أن سعر النفط محكوم بالعرض والطلب، وهو انعكاس لحالة الاقتصاد العالمية، ولذلك فإن تراجع الأسعار لن يتوقف حتى ولو تم خفض الإنتاج. ومن جهة أخرى قال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك أول أمس السبت إن وزير الطاقة الروسي سيحضر اجتماع المنظمة في الجزائر الشهر القادم. وكانت إيران وفنزويلا قد حثت على تعاون أكبر مع منتجي النفط خارج أوبك وخصوصا روسيا لمساعدة المنظمة في دعم أسعار النفط التي هوت حوالي 100 دولار منذ أن سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في جويلية.