أكد الوزيرالأول أحمد أويحيى أول أمس في معرض رده على أسئلة عدد من نواب المجلس الشعبي عقب مناقشتهم لمخطط عمل الحكومة أنه "من غير المعقول والمسؤول وصف المنحة الجامعية بالمحنة" بالنظر الى ما تقوم به الدولة في هذا المجال لفائدة الطلبة الجامعيين. واعترف أويحيى في هذا المجال بأن هذه المنحة "ليست بالكثيرة" نقديا مقارنة بغلاء المعيشة في الوقت الحالي، مضيفا أنه في نفس الوقت "ليس أمرا معقولا ومسؤولا أن يصف البعض هذه المنحة بالمحنة". وأكد في نفس الوقت بأن الجزائر مقارنة بنظرائها في العالم الثالث تعد على الإطلاق "البلد الوحيد" الذي يستفيد 80 بالمائة من طلبته الجامعيين من المنحة التي تقدمها لهم الدولة إضافة إلى المزايا الأخرى التي يستفيد منها هؤلاء في مجالات الإيواء والنقل والإطعام وبأسعار رمزية. وبعد أن ذكر الوزير الأول بأن العدد الإجمالي للطلبة الذين يزاولون دراستهم الجامعية والمستفيدين من المنحة الجامعية قد قفز هذه السنة الى 880 ألف طالب بعدما كان سنة 2000 : 390 الف طالب، أكد بأن هذا الأمر "ليس بالهين" على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وأضاف أنه موازاة مع هذه المنحة فإن القطاع الوصي يوفر الإيواء سنة 2008 ل500 ألف طالب بعدما كان عددهم سنة 2000 لا يتعدى 250 ألف طالب أي بزيادة قدرها 50 ٪، مشددا بالمقابل بأن معظم الدول الغربية لا تسمح للطالب الجامعي من الاستفادة من السكن الجامعي إلا خلال سنته الأولى فقط. واعترف أويحيى بالمناسبة بوجود عدد من النقائص في ظروف إيواء وإطعام الطلبة الجامعيين إلا أنه أكد بأن هذا الأمر "لا يعود إطلاقا إلى الدولة بل إلى ممارسات بعض الأفراد والجهات". وبخصوص الورشات الخاصة بالمنجزات الجامعية التي تم تسليمها قبل إنجازها النهائي لم يخف الوزير الأول وجود مثل هذه التصرفات "الناجمة عن الظروف القصوى التي أملتها ضرورة استقبال الأعداد الهائلة من الناجحين في البكالوريا هذه السنة (250 ألف ناجح) في ظروف تسمح لهم بالشروع في دراستهم الجامعية بشكل عادي". وأكد بأن هذه النقائص ليست ب"الكبيرة" داعيا الى التحلي بالصبر وعدم الاجحاف في الاعتراف بما تبذله الدولة في قطاع التعليم العالي.