احتضن المستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو بداية من أمس يومين وطنيين حول أمراض الصدر شارك فيهما العديد من المختصين من الولاية والعاصمة، كشف خلالهما الأخصائي نفتي من مستشفى مصطفى باشا ان 9 بالمئة من الجزائريات يدخن مقابل 45 بالمئة من الرجال، لتتوسع حلقة التدخين خلال الفترة الأخيرة لتشمل المراهقين بنسبة 28 بالمئة من الذين بلغ عمرهم 17 سنة والذين يدخنون وبصفة مستمرة أي مايعادل مراهقا من كل ثلاثة. وضعية تدق ناقوس الخطر ما دفع بمسؤولي المستشفى بتيزي وزو لتنظيم الأيام الدراسية لتحسيس بالوضعية الخطيرة بالجزائر ، خاصة وأن التدخين يحصد 3 أضعاف قتلى حوادث المرور. فهو الموت الهادئ الذي يقتل بصمت والذي خلف 15 ألف ضحية 95 بالمئة منهم رجال. وقد كانت المناسبة فرصة للتعريف بأنواع السجائر التي تسبب 25 مرضا للمدخن وتهدد صحة من حوله، كما كشف المشاركون أن 90 بالمئة من سرطان الرئة تعود للتدخين وأن سرطان الشرايين الرئوية يتسبب في 3000 إلى 5000قتيل سنويا .15 بالمئة منهم يموتون بعد اقل من 5 سنوات من إصابتهم بالمرض. وأكد المتدخل أن البحوث كشفت بان غير المدخن في حالة جلوسه لفترة متواصلة بين مدخنين وكأنه دخن سيجارة أو اثنتين ما يستدعي تفادي التدخين بأماكن عمومية. وقد كان اليوم الوطني فرصة للتأكيد على ذلك حفاظا على صحة غير المدخنين. فالأم الحامل المدخنة تتسبب في 8 بالمئة من أمراض التنفس للمواليد الجدد . وللتعريف أكثر بالوضعية فقد تطرق المشاركون لحالة أمريكا حيث وصلت نسبة الإصابة بالسرطان جراء التدخين في 1930 ال 5 بالمئة لمئة مليون لترتفع وتبلغ حاليا ال76 بالمئة لنفس النسبة. وأكد المختصون أن الجزائر تسير في نفس المنوال وعدد المدخنين في ارتفاع مستمر سنة بعد سنة. وإن تم تصنيف في 1990 التبغ بالمرتبة ال12 من اسباب الوفاة فإنه ومع 2025 ستتقدم للمرتبة الخامسة نظرا لتعقد الأمور بازدياد المدخنين. وكحلول للوضعية التي تعيشها الجزائر فقد اقترح المشاركون حملات تحسيسية لحث المدخنين عن التوقف عن التدخين، وذلك بالابتعاد عن طريقة الترهيب واللجوء للترغيب. فبدلا من التذكير بالأخطار، نؤكد لهم أن الحل الوحيد هو التوقف، وإنقاذ صحتهم بين يديهم وبالارادة يمكن تحقيق ذلك. وقد نظمت خلال اليومين 19 محاضرة نشطها أخصائيون من العاصمة قسنطينة، سطيف والولاية المحتضنة، كما تم برمجة العديد من الورشات التي شارك فيها العديد من الأطباء وحضرها طلبة جامعة مولود معمري لإثراء اللقاء .