شرع الرئيس الكوبي راوول كاسترو امس في زيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس بوتفليقة. وكان الرئيس بوتفليقة في استقبال راوول كاسترو روز لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي. وكان بيان لرئاسة الجمهورية قد أشار إلى أن هذه الزيارة التي تعد من بين أولى زيارات الرئيس راوول كاسترو إلى الخارج منذ توليه رئاسة بلاده "إنما تعد دليلا على نوعية العلاقات التاريخية الودية والتضامنية القائمة بين الجزائروكوبا". كما أضاف المصدر ذاته أن الطرفين سيبحثان بالمناسبة "سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي الذي شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا". وأوضح البيان أن رئيسي الدولتين سيتبادلان أيضا وجهات النظر حول المسائل الجهوية والدولية "ذات الإهتمام المشترك". وكان مصدر دبلوماسي قد أشار اول أمس الجمعة بالجزائر إلى أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس راوول كاسترو "تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية الوطيدة والثابتة التي يعكسها انتظام المشاورات السياسية رفيعة المستوى". ومكنت مذكرة التفاهم حول المشاورات السياسية الثنائية المبرمة في ماي 2007 من تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات. ومن جهتها مكنت الدورة ال15 للجنة المشتركة الجزائرية-الكوبية المنعقدة في جانفي 2008 بهافانا من التأكيد مجددا على حرص البلدين على إنجاز مشاريع تعاون في عدة قطاعات. كما سمحت المحادثات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مع القادة الكوبيين خلال إقامته بهافانا بمناسبة القمة ال14 لحركة عدم الانحياز في سبتمبر 2006 بالاتفاق حول آفاق تعاون جديدة خاصة في مجال الصحة. وتم في هذا المجال بالتحديد التوقيع على اتفاق شراكة لتحويل التكنولوجيا في بداية الشهر الحالي بالجزائر العاصمة بين المجمع الصيدلاني "صيدال" ومجمع "هيبر بيوتيك كوبا" يتعلق بإنتاج لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي صنف (ب). وينص الاتفاق في مرحلة أولى على نقل التكنولوجيا يليه في مرحلة لاحقة إنشاء مصنع مشترك من أجل إنتاج اللقاح بطاقة 5 مليون جرعة خلال السنة الأولى بتكلفة استثمار تقدر ب5،3 مليون أورو. وجاء هذا المشروع تجسيدا لالتزام البلدين في مجال الصحة والداعي إلى تعزيز التعاون واقتناء الأجهزة الطبية من كوبا وتحويل التكنولوجيا من خلال إنشاء شركة مختلطة لإنتاج مشتقات الدم ولقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي صنف -ب- فضلا عن إنشاء شركات مختلطة لإنتاج الأدوية الجنيسة وتسويقها. وفي مجال التجارة أكدت الجزائروكوبا التزامهما من خلال اتفاق وقع في هافانا سنة 2001 بتجسيد عمليات بيع وشراء النفط ومشتقاته مقابل أدوية ولقاحات وتجهيزات وسكر طبيعي. وبهذه المناسبة تم التوقيع على محضر متعدد الأطراف اتفق الطرفان بموجبه على اتخاذ سلسلة من الإجراءات في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية منها المشاركة في التظاهرات والمعارض المنظمة في البلدين. وجدد بنك الجزائر الخارجي والبنك الوطني لكوبا بموجب هذا المحضر التزامهما بتعزيز العلاقات المالية والعمل على تحسين الآليات المصرفية والنظام المعلوماتي. وفي ميدان الفلاحة التزم البلدان بتطبيق اتفاقيات التعاون الثنائي لاسيما تلك الخاصة بالإنتاج الحيواني والري والزراعات البيولوجية والشراكة في مجال الأدوية والمنتجات البيولوجية للاستعمال البيطري. وأبرم البلدان خلال الدورة ال13 للجنة المشتركة الكبرى سنة 2005 عقدا للتعاون الاقتصادي والتجاري والعملي والتقني والثقافي. وأتبع هذا الإتفاق بعد سنة من توقيعه بخمسة اتفاقات تعاون في مجالات الصحة والرياضة والثقافة والصيد البحري وكذا اتفاق نهائي متعلق بمسار انضمام الجزائر الى المنظمة العالمية للتجارة. وبموجب هذا الاتفاق التزمت كوبا بدعم الجزائر في مسار انضمامها لهذه المنظمة. ويتقاسم البلدان العديد من المواقف ضمن منظمة الأمم المتحدة وحركة بلدان عدم الانحياز ومجموعة ال77. وأشار نفس المصدر إلى أن للجزائر وكوبا نفس الانشغال بخصوص دمقرطة المؤسسات الدولية وكذا نفس الرؤية فيما يتلعق بترقية مصالح بلدان الجنوب والدفاع عنها.