بعد صمت طويل، قرر الصحفي السابق بقناة " العربية" مهند الخطيب الخروج عن " واجب التحفظ"، وربما من حيث لا يدري، وجد نفسه يكشف عن ملف من النوع الثقيل، عندما خاطب وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب في رسالة يشرح من خلالها أسباب استقالته من العربية، كون صالح القلاب هو من كان وراء التحاقه بالقناة، لكن الرسالة التي تحمل كثيرا من الأسرار، خرجت عن إطار السرية، بعدما سربت نسخة منها لمنبر إعلامي فلسطيني، ووجدت بذلك منفذا للخروج إلى العلن. يقول مهند الخطيب في رسالته التي يشرح فيها أسباب استقالته من " العربية"، إن العاملين بهذا المنبر، أدركوا " متأخرين نوعا ما" أن القناة، ظهرت على خلفية أن تكون وسيلة رد على قناة " الجزيرة القطرية" بسبب مواقفها من الحكومة السعودية والكويتية والأمريكية على وجه الخصوص، ومع تسلم عبد الرحمن الراشد مقاليد شؤون القناة، بدأ صحفيو القناة يشعرون أنها تسير في خط مستقيم نحو براثن التحيز والدعاية لمرشحين عراقيين مدعومين أمريكيا، إلى جانب هجومها الشنيع على المقاومة العراقية وإعداد وبث برامج وضعت خصيصا لتشويه المقاومة في كل من العراق وفلسطين، على نحو استخباراتي لم يكن يرضي الكثير من صحفيي القناة التي تسمي شهداء فلسطين " قتلى"، وتساوي بينهم وبين قتلى العدو. ويضيف الخطيب في رسالته مؤكدا أن الكثير من الأشرطة والصور كانت تصل القناة عن القتلى من الجنود الأمريكيين برصاص المقاومة، وعن الضحايا العراقيين الذين قتلوا برصاص الجنود الامريكيين أو من طرف وزارة الداخلية العراقية، فيرفض مسؤول القناة عبد الرحمن الراشد بثها، محتجا بقوله إنه " لا يريد تقديم إشهار للتيار الإرهابي المتطرف"، ويقصد بذلك المقاومة، مضيفا أن مثل هذه الحجج كثيرا ما كانت محل جدل كبير بين الصحفيين وعبد الرحمن الراشد. وفي معرض سرده للأسباب الكامنة وراء استقالته، أضاف الخطيب يقول إن قناة " العربية" صارت تسير وفق أجندة خفية، وصار العاملون بها كلهم يدركون هذا الأمر، وأضاف يقول إن الدفعات الأخيرة من المذيعين " الصحفيين" الذين التحقوا بالقناة، معروفون بصلاتهم الاستخباراتية المشبوهة. وخلص الخطيب إلى عدد من الأسئلة التي طرحها على الوزير الأردني السابق في رسالته، حول من يمول القناة، ولماذا يجهل جميع الموظفين بها موضوع الجهة الممولة لها، بل حتى الجهة التي تدفع لهم رواتبهم، مؤكدا أنه قدم استقالته عندما تيقن أنه لا يستطيع الاستمرار في بيئة " تسيرها إدارة الظل"، وانه صار يشعر بأنه " مجرد دبوس صغير في قطعة قماش كبيرة منسوجة بعناية"، وختم يقول إن الأيام التي قضاها بالقناة سمحت له بالحصول على المستقبل والشهرة والتقنية العالية، لكنها حرمته من معرفة الحقيقة.