تشكّل حزب الليكود عشية انتخابات عام 1973م، وهو نتيجة لتحالفات حزبية وحركات صهيونية، كحزب (حيروت: الحرية) و( الحزب الليبرالي: حزب الأصرار)، و(حركة أرض إسرائيل الكاملة)، و(القائمة الرسمية)، و(المركز الحر)، و(حركة سلام صهيون). الخلفية التاريخية بالنظر للتركيبة التاريخية لتلك الأحزاب التي تشكل حقيقة الليكود اليوم نجد أنّ حزب حيروت يعتبر أنّ الوطن القومي اليهودي الذي يمتد على ضفتي نهر الأردن، هو وحدة تاريخية، وجغرافية، لا تتجزأ وقد أجمعت تلك الأحزاب والحركات على »حق الشعب اليهودي في إسرائيل التاريخية«. والمبادئ الأساسية التي شكلت محور مطلب الحزب وسياساته منذ نشأته تتمثل فيما يلي: - الحق لإسرائيل في كامل أرض إسرائيل التاريخية فلسطين وشرق الأردن - السلام مع العرب عبر المفاوضات المباشرة - إستمرار عمليات الإستيطان واسعة النطاق في كل أرض إسرائيل المحررة. - التأكيد على الإقتصاد الحر ورفض تدخل الدولة في المجال الإقتصادي. وبعد وصول زعيم حزب الليكود عام 1988 لتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتحالف مع حزب العمل، أكد "أن على أرض إسرائيل دولتين" ويقصد بذلك إسرائيل والأردن، وبالتالي رفض قيام دولة فلسطينية داخل ما يسمى دولة إسرائيل، أما الحل بالنسبة للفلسطينيين الذين يقطنون المناطق المحتلة فيعتقد الليكود أنّ اتفاقية كامب ديفيد هي الحل، ويذهب الليكود إلى اعتبار المستوطنات جزءا من النظرية الأمنية الإسرائيلية. برنامج نتنياهو بعد تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية ألّف نتنياهو كتابه "مكان بين الأمم إسرائيل والعالم" وفي فصله التاسع تناول مفهومه للسلام الدائم الذي يقوم على مايلي: - أن يقوم السلام الدائم حسبه على الأمن والعدل والحقيقة التي يعتبرها الضحية الأولى في المعركة مع العرب. والحقيقة عنده أنّ معارضة العرب لوجود إسرائيل، كانت ومازالت العقبة الرئيسية التي تحول دون تحقيق السلام وبالتالي هو لا يعترف بإسرائيل كسلطة احتلال، ولست أدري كيف سيتصرف بنيامين نتنياهو أمام المبادرة العربية التي تشترط قيام الدولة الفلسطينية والإعتراف والتطبيع مع إسرائيل الأمر الذي يلغي مبرراته وتحاليله. ويقوم منطق نتنياهو على أنّ العرب قادوا خمسة حروب ضد إسرائيل ورفضوا قيام الدولة الفلسطينية في 1948 و1967 و1973 وبالتالي يرمي بالكرة في المرمى العربي، وهو يؤشر إلى اعتقاده بوجود إسرائيلي سابق للعرب في المنطقة يصل إلى ثلاثة آلاف سنة دون الإعتبار لحقائق التاريخ، وهذا يعني أن نتنياهو لا يكذب علينا اليوم فقط بل ويحاول تزييف الحقائق التاريخية. ويعتقد نتنياهو أنّ ما تحقق من اتفاقيات للتسوية حتى الآن لم يأت في ظل تحول إيديولوجي وإنما أمام انتصارات إسرائيل العسكرية، وهذا يعني أنّ القوة هي المؤشر الثابت لتحقيق السلام في فهم نتنياهو، وأنّ الهجوم العسكري لابد أن يسبق الهجوم الدبلوماسي لأن الإيديولوجيا العربية لم تتغير وهي مستمرة في رفض إسرائيل، دون أن يشير إلى الإيديولوجيا الصهيونية التي قامت على إلغاء شعب وأرض فلسطين لصالح (شعب) إسرائيل الذي يشكل من اليهود المرفوضين في أوروبا وروسيا والفلاشا في افريقيا، أما البرجوازية اليهودية فهي تتمسك بوجودها بعواصم القرار الدولي وخاصة في لندن وواشنطن وباريس دافعة بضعفاء وفقراء اليهود إلى أرض جغرافية محصورة لخدمة أهداف حركة صهيونية عالمية. أليست هذه الحقيقة أيضا. يرى نتنياهو أنّ احتمال قيام دولة فلسطينية إسلامية، في الضفة وغزة أولا ومن ثم في الأردن، يشكل خطرا ليس على إسرائيل فقط، بل إن ذلك سيجلب إيران إلى مشارف تل أبيب ويجعلها قريبة من الشرق، وبالتالي فإنّ المطالبة بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية تتعارض كليا مع السعي لتحقيق سلام حقيقي، إذ أنّ وجودها يضمن حالة عدم استقرار ونزاع مستمر، يؤدي في النهاية إلى حرب حتمية. فالدولة الفلسطينية في منطق نتنياهو هي آداة للحرب وليست أداة للحل، ومن هنا فإنّ برنامج الليكود سيفرغ العملية السلمية من أي محتوى للتعايش والسلام. وفي هذه اللحظة التاريخية فإنّ نتنياهو يسقط شرعية المفاوضات ويعزز شرعية المقارمة، ولذلك على هذه الأخيرة أن تكون مستعدة لكل الإحتمالات وأن تستغل »نهاية عصر السلام« بعودة اليمين الإسرائيلي لدعم تشكيل وحدة وطنية لاستمرار الصمود. برنامج الليكود يتضمن برنامج الليكود نقاطا واضحة لا تدل إلاّ على الإستعداد للمواجهة وهي: - رفض قيام الدولة وحل المستوطنات - حرية الجيش الإسرائيلي الكاملة في مواجهة الإرهاب - بقاء المناطق الحيوية تحت السيادة الإسرائيلية - القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل - التأكيد على السيادة الكاملة لإسرائيل على الجولان - مواصلة الجهود لمكافحة المقاطعة العربية الإقتصادية والثقافية لإسرائيل. وأعتقد أنّ برنامج الليكود هو برنامج حرب وليس برنامج سلام وعلى الفلسطينيين أن يستعدوا لما هو أكبر من العدوان على غزة. علي لكحل أستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام