جهد مشكور لأسرة تحرير مجلة منبر الأمة الحر على ما تفضّلت بنشره في عددها الخاص بالجزائر حيث تناولت موضوعات هامّة جدا منها مسيرة عبد العزيز بوتفليقة، رئيس لكل الجزائريين وتعديل الدستور والعهدة الثالثة، الأحزاب والكتل ا لبرلمانية ودور الجزائر في الجامعة العربية والعلاقات الجزائرية الأردنية والمرأة الجزائرية وغيرها، وتقول أسرة المجلة "بدأنا بالجزائر لتكون أمّنا جميعا، وقدمنا النضال الجزائري، والتاريخ المجيد لشعب المليون ونصف المليون شهيد، وتم استعراض كافة أوجه الإنجاز، والتقدم الذي طرأ على حياة الجزائريين اليوم". وتضيف أسرة المجلة "قدمنا الجزائر أرضا وتاريخا ونهضة وتعليما وحلما عربيا لا ينقضي بشهادة الجزائرين، وإخوانهم العرب"، وفي مقال لمشرف العدد الأستاذ الدكتور عبد الفتاح الرشدان صحيفة 6 يقول فيه "إنها الجزائر التي تحظى باحترام الأمة العربية و الشعب الأردني لما قدمته من تضحيات وما حققته من إنجازات على مدى العقود الماضية، ونحن اليوم إذ نبدأ مشروعنا الكبير "الملفات العربية"، أبتدئ من الجزائر، فإننا نضع أمام القراء من أبناء أردننا الحبيب وأبناء الوطن العربي الكبير فكرة رائدة وهادفة لتمتين الروابط بين أبناء الأمة ونشر المعرفة والوعي لدى قرائنا الأعزاء وتعزيز التواصل بين أبناء الشعبين الجزائري والأردني ولكي تكون منبر الأمة صوت الجزائر في الأردن وصوت الأردن في الجزائر أمّا في صفحة 7 فهناك مقال للمناضل العياشي دعدوعة يقول فيه "أبارك محتوى هذا العدد وهويعطي للجزائر حقها في سلمها واسترجاع عافيتها واستقرار أمنها وانطلاق نهضتها، بإعطاء رجل المرحلة الصعبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شيئا من حقه كونه البطل الجزائري الذي أرسى هذا الدعائم والذي يسعى إلى جعل الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، بلدا من ذهب لا صخب فيه ولا نصب. في الصفحة 11 تتناول المجلة موضوع ا لجزائر الوطن والثورة والإنسان قدمت مادة تاريخية مهمة ومفيدة وطريفة أيضا، لا بد وأنت تقرأ هذا الموضوع أن تعرف تاريخ الجزائر بطريقة سردية جميلة "...الجزائر... على شرفات المتوسط شمال القارة الإفريقية، ووسط المغرب العربي الثابتة المتنقلة من حكم قرطاج إلى الرومان ومن العرب إلى العثمانيين حتى ألقى إليها ا لبحر بالإستعمار المتوحش فبلغ الغضب حد اتساع الصحراء فأشعلت الثورة التي ملأت سمع التاريخ المعاصر وبصره، فانتفضت جبال الأطلس، والقبائل والأوراسي وحمحمات الخيل الراشدية تنطلق من حي القصبة الشهير ا لذي فيه تمت بذور الثورة في قلب العاصمة.." وفي صفحة 17 صورة جميلة للنشيد الوطني الجزائري مدعمة بملحة وجيزة عن مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية وجاء في مقدمة المقال "نشيد الثورة الجزائرية يكتب بالقلم بل بدأ وكأنه يكتب بالبندقية فجاءت كلماته ثورة في الشعور الوطني والإحساس العميق لا سيما بما حملته الكلمات من رفقة الكبرياء الفياض، وقوة التحدي الشجاع وقد جاءت معبرة عن حال الجزائر والجزائريين، ومضى يسطر بالقسم عزيمة أسطورية لا تلين، وأنا أقرأ في صفحة 18 شعره بنشوة لا أستطيع أن أعبر عنها بالقلم على مقالته الأميرة الهاشمية ريم العلي في عنوان "الشعب الأردني الأقرب إلى الشعب الجزائري" ودليلها على ذلك تقول "هناك كثير من نقاط التشابه بين الشعبين، فكلاهما يمتاز بصدق العاطفة والكرم والإعتزاز بالكرامة، كما أنهما يمتازان بالصدق والصراحة في التعامل مع الآخر" ومعلوم أن الأميرة صحافية محترمة لامعة حازت على جوائز دولية في مسابقات صحفية وإعلامية، بسبب جرأتها في عملها الذي كان يبلغ حد المغامرة، ويعرف عن سموّها مناصرتها الشديدة لكل قضايا المرأة التي سبق وأثارتها على الشاشة من خلال عملها الإعلامي في "السي إن إن". وعن العلاقات الجزائرية الأردنية تطرّق سعادة السفير الأردني في الجزائر المعروف بحيويته ونشاطه المستمر إلى أهم المحطات في هذه العلاقات والسبل الكافية لتطويرها والفضل في ذلك يعود إلى رعاية قادة البلدين، ولعل من المناسب ونحن نقرأ العدد أن نبلغ التحية والتقدير والعرفان للمجهود الذي بذله صاحب مقال اللغة العربية في الجزائر نادر رزق، حيث كانت أهم العناوين في الموضوع: "محاولة فرنسية، الألسنة والعقول، واقع اللغة العربية في الجزائر بعد الإستقلال"، مستقبل اللغة العربية في الجزائر. وتحت عنوان ذاكرة المنبر تطرقت المجلة إلى أحد رواد الثقافة الجزائرية المفكر الكبير مالك بن نبي ووضحت بعض أفكاره التنويرية، وإعلاء لمكانة المرأة الجزائرية تفضلت المجلة بمقال شيق للدكتور خالد خلفات يحمل عنوان الجزائر أمنا، جميلة بوحيرد درة الثورة الجزائرية وجاء في مقدمة مقاله "أنها أشهر مناضلة في القرن العشرين ضد المستعمر الفرنسي وهي التي عندما فرضوا عليها أن تشهد في الطابور الصباحي "فرنسا أمنا" كانت ترفض ذلك وتصر على أن تقول "الجزائر أمّنا"، في آخر المقال كتب بعض الأبيات الشعرية تحت عنوان تحية إلى أحرار الجزائر بعد ذلك جاء في صفحة 60 مقال تحليلي لكاتبة أردنية موضوعه الوطن في ذاكرة الجسد وجاء في مقدمة المقال على أن الأدبية أحلام مستغانمي تعتبر من أكثر الروائيين تميزا حيث عرفت بلغتها الشاعرية ومناقشاتها الجريئة، مع صورة جميلة لغلاف روايتها الشهيرة ذاكرة الجسد وهناك موضوعات لا تقل أهمية مثل الصحافة الجزائرية، القطاع المصرفي في الجزائر ، سياسة الإستثمار في الجزائر، صفحات مضيئة من الجهاد البحري الجزائري، وصور حية رائعة حول الجزائر، وأخيرا سنبقى دائما أوفياء للمجلة ونسعد بما فيها من صدق ومحبة وهو ليس بالأمر الغريب عندما يكون ذلك من الشعب الأردني الشقيق الذي يكنّ للجزائر محبة خاصة. أقدّم للأقلام الأردنية والشعب والملك تهانياتنا الحارة بهذا المولود الجديد وعلى حرصها على نهجها الموضوعي في تقديم الحقائق للقراء وأتمنى للمجلة أن تحقق للإنسان العربي امتلاك ثقافة عربية أصيلة ومتجددة.