سجلت أمس أسعار النفط تراجعا مقارنة بيوم الخميس، بحيث بلغت 52.46 دولار للبرميل الواحد بعدما كانت وصلت إلى 54.66 دولار، وهو أعلى سعر خلال السنة الجارية، وذلك موازاة مع الزيادة المسجلة في مخزونات النفط الخام الأمريكية التي بلغت أعلى مستوياتها منذ 1993، وكذا تراجع قيمة اليورو ب 2 بالمئة مقارنة بالدولار. وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي أكثر من دولارين تحت وطأة المخاوف الاقتصادية مع توقف أسواق الأسهم لالتقاط الأنفاس اثر موجة صعودها في الآونة الأخيرة وارتفاع الدولار مقابل اليورو وتراجع حاد لمبيعات التجزئة اليابانية في شهر فيفري، وبلغ سعر النفط تسليم ماي المقبل في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" 52.46 دولار للبرميل. وكانت أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 35 بالمئة منذ منتصف شهر فيفري الماضي بفضل موجة صعود في أسواق الأسهم وشح إمدادات النفط مع لجوء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" الى كبح الصادرات عبر التزامها بقرار التخفيضات التي أقرتها منذ شهر سبتمر الماضي المقدرة ب 4.2 مليون برميل يوميا بنسبة تجاوزت ال 80 بالمئة حسب التصريحات الأخيرة لوزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. وحسب المحللين فقد استمد النفط بعض الدعم من موجة صعود في الأسهم الآسيوية التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 11 أسبوعا عقب بيانات قوية للاقتصاد الأمريكي نُشرت نهاية الأسبوع، وإن كان مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى قد تراجع. وأورد هؤلاء أن السوق استفادت من تعافي الأسهم فضلا عن الضعف العام للدولار الأمريكي، لكن الارتفاع قد يكون قصير الأجل نظرا لضعف العوامل الأساسية، وبرأي المحلل أوليفير جاكوب من بتروماتركس فإن "مخزونات النفط لا تزال مرتفعة جدا، وإذا نظرت الى تدفقات الاستثمار تجد الأحجام هزيلة جدا." ويتسبب ضعف الدولار في جعل السلع الأولية المسعرة بالعملة الأمريكية رخيصة نسبيا لجملة العملات الأخرى، وهو ما قد يجذب المستثمرين، مع العلم أن بيانات الحكومة الأمريكية كانت أظهرت نهاية الأسبوع الأخير زيادة في مخزونات النفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1993، مع تراجع الطلب. وكان سعر الخام الأمريكي لامس أعلى مستوياته بالنسبة لسنة 2009 أمس الأول عندما سجل 54.66 دولار للبرميل وسط توقعات بإمكانية مساهمة الجهود التي قامت بها الحكومة الأمريكية لمعالجة الديون المتعثرة وإنعاش الاقتصاد في تعزيز الإنفاق المحلي وزيادة الطلب على النفط، لكن ذلك لم يدم طويلا بحيث عاود إلى التراجع صبيحة أمس وبلغ 53.68 دولار للبرميل بعدما كان صعد نحو ثلاثة بالمئة يوم الخميس، بينما تراجع بدوره سعر "مزيج برنت" في لندن ب 65 سنتا مسجلا 52.81 دولار. وبلغ متوسط توقعات المحللين لسعر النفط هذا العام نحو 50 دولارا للبرميل، حسب المسح الذي قامت به وكالة "رويترز"، وهو أقل من السعر الذي تهدف إلى الوصول إليه منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمقدر ما بين 65 و75 دولار للبرميل. من جهة أخرى، انخفض سعر اليورو بحدة أمس الجمعة بعد أن أكد وزير المالية الألماني بير شتاينبروك أن الافتقار للمسؤولية المالية في أوروبا قد يعرض العملة للخطر، بينما حظي الدولار بدعم إضافي قبيل قمة زعماء مجموعة العشرين المقررة الأسبوع المقبل وبلغ سعر اليورو في أحدث تداول 1.3283 دولار منخفضا ب 1.9 في المئة بعد أن هوى في وقت سابق من جلسة التعاملات إلى 1.3266 دولار، كما اليورو بنسبة 1.5 بالمئة أمام الين. وقال شتاينبروك للبرلمان الألماني إن اليورو سيتعرض للخطر إذا لم يأخذ بجدية اتفاق الاستقرار والنمو الأوروبي الذي يحكم قواعد عجز الميزانية في الاتحاد الأوروبي.