كشفت مصادر إعلامية كندية عن دفع كل من ألمانيا وسويسرا فدية تقدرت بثمانية ملايين دولار من أجل إطلاق سراح الرهائن الأجانب الذين اختطفتهم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وعلى رأسهم الدبلوماسيان الكنديان روبرت فولر ولويس غاي . وذكرت مجلة "ماكلينز" الكندية الاربعاء الماضي نقلا عن مصادر مسؤولة في حوار أجرته مع جون بيتر فام الخبير في الشؤون الافريقية لدى جامعة جيمس ماديسون، أن كلا من ألمانيا وسويسرا دفعتا فدية للجماعة السلفية للدعوة والقتال من أجل إخلاء سراح الرهائن، واعتبر هذا المصدر أن مبلغ الفدية المدفوع كان ضعفا مما كان ضروريا لإطلاق سراحهم، موضحا أن المبلغ المتبقي استعمل من أجل عملية الإفراج عن الرهائن وتأمينهم. وأرجع المختص جون بيتر فام الذي قام باتصالات رفيعة المستوى مع أعضاء من الحكومات والأجهزة الأمنية في كل من مالي والنيجر سبب تأخر عملية الإفراج عن الرهائن الأجانب الذين اعتقلوا في شهر فيفري الفارط إلى تعثر المفاوضات بسبب رفض كل من كندا وهيئة الأممالمتحدة اللتين رفضتا دفع الفدية لتنظيمات إرهابية، كما لاحظ أن كلا من النيجر ومالي طبع على موقفيهما التردد بشأن السعي للوساطة لإطلاق سراح الرهائن دون أن يحصلا على شيء في المقابل، ولم يوضح الخبير ما إذا كان هذا المبلغ (8 مليون دولار) سيقدم لحكومتي مالي والنيجر في مقابل الإفراج عن رهائن الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وأكد المصدر نفسه الذي تحدث إليه جون بيتر فام أن كندا مازالت لحد الآن تنكر فرضية دفع الفدية، مرجحا أن تكون ليبيا من توسطت في هذه القضية على حد ما نقلته المجلة الكندية، وكان ستيفن هاربر مسؤول الإعلام لدى الوزير الأول الكندي قد أكد فيما سبق أن بلاده لم تقدم أي تنازلات لحكومتي مالي والنيجر أو أنها بذلت جهودا في سبيل إقناعهما بتبادل الأسرى مع عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأضاف أن بلاده لم تدفع أية أموال كفدية من أجل تحرير الرهائن. وحسبما أوضح جون بيتر فام فإن العلاقات بين ليبيا وسويسرا عرفت توترا شديدا الصيف الماضي بعد أن قامت الشرطة السويسرية باعتقال نجل معمر القذافي حنبعل وزوجته على خلفية شكوى رفعها اثنان من موظفي فندق بجنيف، وتوقع المحلل أن تقوم سويسرا بشكر القذافي، وهو ما قد يفتح صفحة جديدة في مستقبل العلاقات بين البلدين. وتثير عمليات تقديم الدول الغربية لفدية للجماعة السلفية للدعوة والقتال مقابل الإفراج عن رهائنها قلق السلطات الجزائرية التي تسعى لتجفيف المنابع المالية للإرهاب، خاصة وأن أموال الفدية التي تقدر بملايين الدولارات سرعان ما تتحول إلى أسلحة دمار وقتل تستعملها الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنفيذ مخططاتها الاجرامية وتهديد الأمن في منطقة الساحل والشمال الإفريقي. ويخشى المراقبون من تحول منطقة الساحل ملاذا خصبا لتكاثر الجماعات الارهابية التي ستعمد إلى تصعيد عملية الاختطافات ما دامت جهات دولية تدفع الاموال وأخرى رسمية إفريقية تضمن الدعم والحماية الامر الذي سيعرض استقرار المنطقة وأمنها ويرهن فرص السلام ويحول العصابات الارهابية إلى قراصنة في رمال الصحراء تحت مظلة أوروإفريقية تهدد أمن الجزائر وترابها.