أفاد مسؤول أمني جزائري رفيع المستوى أن كل من ألمانيا وسويسرا دفعتا فدية إلى التنظيمات الإرهابية المسؤولة عن اختطاف الرهائن الأجانب، تقدر قيمتها ب 8 ملايين دولار من أجل إطلاق سراح روبرت فولر ولويس غاي. قال المسؤول الجزائري الذي تحفض عن ذكر اسمه في مقابلة مع ''ياء بيتر فام ''، المتخصص في الشؤون الأفريقية في جامعة جيمس ماديسون في أمريكا، أن الفدية قدمت من أجل تحرير رهينتين من الرهائن الأوروبيين، ويتعلق الأمر بكل من السويسرية وألمانية''، موضحا أن ''المبلغ المدفوع هو ضعف ما كان يمكن أن يعطى للجماعات الإرهابية لتحرير الرهائن، لكنه سرعان ما أشار إلى أن المبلغ المتبقي استعمل من أجل عملية الإفراج وتأمينهم و لتغطية الإفراج عنهما". وفي نفس السياق كشف المسؤول الأمني أن قائد الثورة الليبية معمر القذافي ونجله سيف الإسلام قد لعباد دورا رئيسيا في المفاوضات التي جرت من أجل تقديم فدية للجماعات الإرهابية والإفراج عن الرهائن. من جهة أخرى قالت مصادر إعلامية إن السلطات المالية أفرجت عن موريتانيين اثنين من بين أربعة عناصر من تنظيم ما يسمى بالقاعدة، وذلك في إطار صفقة لتحرير رهائن غربيين كانوا محتجزين لديها، ووفقا للمصادر فقد تم الإفراج عن جزائري وأدرني في إطار ذات الصفقة. واستنادا إلى صحيفة ''تموست'' الالكترونية الصادرة عن جماعات سياسية محسوبة على الطوارق، فإن السلطات المالية أفرجت عن الأشخاص المذكورين مقابل الإفراج عن دبلوماسيين كنديين اختطفتهما ما تسمى بالقاعدة في بلاد المغرب منذ أشهر. وتعتبر مثل هذه الخطوات نسفا للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل محاصرة الجماعات الإرهابية من كل الجوانب، ومنع كل ما من شأنه أن يسهم في نشاطها، حيث دعت أكثر من مرة إلى عدم الرضوخ لمطالب الإرهابيين بخصوص فدية الرهائن، والتي تستعمل في شراء الأسلحة وقتل الأبرياء، وزعزعة الاستقرار بالمنطقة، وهو ما ركز عليه المؤتمر الأخير المنعقد في الجزائر والمخصص لظاهرة الإرهاب في الساحل الإفريقي وآليات مكافحته.