تمكن عشية أول أمس بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة فريق شباب لوزداد من الظفر بالسيدة كأس الجمهورية للمرة السادسة وذلك في طبعتها الخامسة والأربعين على حساب فريق أهلي برج بوعريريج الذي وصل إلى النهائي لأول مرة في تاريخه منذ 78 سنة على تأسيسه. ورغم تضييعه للكأس إلا أن أهلي البرج أدى مباراة في المستوى واستطاع التحكم في اللقاء خلال 120 دقيقة لكن في آخر المطاف ضربات الترجيح لم تبتسم لهذا اللفريق وكانت من حظ أبناء العقيبة الذين أعادت لهم الفرحة بعد 14 سنة على الكأس الخامسة في رصيدهم التي كانت بملعب 05 جويلية سنة 1995 على حساب أولمبي المدية، فوز شباب بلوزداد بالسيدة الكأس صنع صورة جميلة بالمركب الأولمبي مصطفى تشاكر والأحياء والشوارع المجاورة. وقليلا ما تتكرر هذه الصورة، في التاريخ الكروي بحيث امتزجت مدينة الورود بالألوان البيضاء والحمراء في صورة توحي إلى الفرحة الكبيرة للأنصار بفوز فريقهم بالكأس للمرة السادسة، رغم أن المهمة كانت صعبة وشاقة، أمام فريق بدا متماسك وقويا طيلة المباراة في وقتيها الرسمي والإضافي، واستطاع التحكم في الكرة لكن في آخر المطاف إبتسمت ضربات الترجيح لشباب بلوزداد رغم واجب الإشارة إلى الدور الكبير الذي أداه حارس شباب بلوزداد فلاح طيلة المباراة في التصدي للهجمات وضربات الترجيح. الآداء للبرج والكأس لبلوزداد رغم أن السيدة الكأس عادت في الأخير لشباب بلوزداد للمرة السادسة في تاريخه إلا أن الآداء فوق أرضية الميدان كان مختلفا نسبيا بحيث استطاع فريق أهلي البرج أن يؤدي مباراة في القمة وبدا على اللاعبين حسن التركيز حيث انتشروا بطريقة جيدة فوق أرضية الميادن ولم تظهر عليهم كثيرا علامات الارهاق رغم أنهم لعبوا 120 دقيقة، ودرجة الحرارة المرتفعة التي شهدتها مدينة البليدة أول أمس الخميس، كما ضيع أهلي البرج عدة فرص ثمينة للتسجيل في عدة محاولات كانت منها في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول حين تلقى محمد رابح كرة من بيطام لكنه لم يتحكم جيدا في فيها وبقذفة غير ثابتة مرت جانبية، وفي الشوط الثاني كان أهلي البرج في أحسن وضعية وخلق فرصا أخرى منها محاولة اللاعب الخطير حشود عبد الرحمان في الدقيقة 48 بقذفة قوية لكن لسوء الحظ كرته إصطدمت بالعارضة. في الدقيقة 56، بيطام بقذفة قوية أخرى تصدى لها الحارس البارع فلاحي، وعادت الكرة مرة أخرى إلى حشود الذي لم يسدد كرة ثابتة فضاعت منه وبعد 04 دقائق من ذلك علي الهواري نفذ قذفة أخرى تصدى لها الحارس بصعوبة. بالإضافة إلى محاولة محمد رابح في الدقيقة 83، بقذفة قوية من الجانب الأيسر لكن الحارس فلاح وبصعوبة يخرجها فوق مرماه إلى الركنية، واستمر ضغط أهلي البرج حتى في الوقت الإضافي الأول والثاني ولم تؤثر عليهم لا درجة الحرارة المرتفعة ولا اللعب الطويل لمدة 120 دقيقة، وكان الأمل كله في الظفر بالسيدة الكأس للمرة الأولى في تاريخهم الكروي واستطاع بوحربيط في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول من الخروج وجها لوجه مع الحارس لكنه لم يتحكم جيدا في الكرة التي كانت بين أحضان الحارس وكانت هذه المحاولة الأخطر منذ انطلاق المباراة، وفي الدقيقة 13 من الوقت الإضافي الثاني اللاعب البديل أوسمبا يخرج هو الآخر وجها لوجه مع الحارس فلاح، وضيع هدفا محققا بعد أن تمكن بطل المباراة الحارس فلاح من التصدي لها، وكانت هذه آخر محاولة وأخطرها. وبالمقابل فإن شباب بلوزداد ورغم أن الحظ ابتسم له في ضربات الترجيح لكن لم يخلق فرصا خطيرة على مرمى كيال، باستثناء بعض المحاولات البطيئة عن طريق حريزي وبراجة ومعمري، وكان شباب بلوزداد يركز كثيرا على منطقة الدفاع بحكم خبرته الطويلة في هذه المباراة بحيث وصل إلى نهائي كأس الجمهورية 08 مرات وهذه الخبرة أكسبته تجربة في التعامل فوق أرضية الميدان وكان رفاق معمري ينتظرون في ضربات الترجيح التي هي حظ أكثر منها أداء. شوط أول بدون إثارة على عكس ما تميز به الشوط الثاني في المباراة والوقت الإضافي الأول والثاني لم يعرف الشوط الأول إثارة تذكر ودخل الفريقان فوق أرضية الميدان بحذر كبير، وعدم التسرع في توزيع الكرات أو الهجوم، وهو ما أدى إلى غياب ا لفرص الخطيرة وعدم التفاعل القوي للجمهور مع هذا الشوط وكل الحضور المكثف لأنصار الفريقين، ومن الفرص التي سجلت في هذا الشوط محاولة بلواهم في الدقيقة 11 بقذفة قوية مرت فوق العارضة ومحاولة بوحربيط في الدقيقة 15 بقذفة مماثلة كانت بين أحضان الحارس ومحاولة حشود في الدقيقة 27، وعلي الهواري في الدقيقة 40، بالإضافة إلى محاولة براجة في الدقيقة 06 من جانب شباب بلوزداد ومحاولة حريزي في الدقيقة 41، لكن كل هذه المحاولات ومن الجانبين كانت بسيطة، وغابت عنها الإثارة والتفاعل القوي للجماهير لكن في الشوط الثاني تغيرت الأمور ودخل الفريقان بحماس كبير، خاصة أهلي البرج مما خلق إنتعاشا وحيوية كبيرين فوق المدرجات. فلاح صانع الأفراح كان حارس مرمى فريق شباب بلوزداد بارعا طيلة المباراة، ويستحق وسام الجدارة والإستحقاق بحيث كان له الفضل الكبير في فوز شباب بلوزداد بالكأس السادسة بتصديه للكثير من محاولات أهلي البرج منها محاولتان خطيرتان في الوقتين الإضافي الأول والثاني، كانت عن طريق بوحربيط ا لذي خرج وجها لوجه مع الحارس فلاح، لكن هذا الأخير وببراعة تصدى للكرة، وقبل دقيقتين من نهاية الوقت الإضافي الثاني خرج أوسمبا هو الآخر وجها لوجه مع فلاح، لكن هذا الأخير وكالعادة كان لهذه الكرة بالمرصاد منقذا مرماه من هدف محقق والأمر ذاته بالنسبة لضربات الترجيح بحيث تصدى لضربتين كانتا كافيتين لفوز شباب بلوزداد بكأس الجمهورية. كيال ينهي مشواره مع الأهلي كان لقاء النهائي الذي جمع أهلي البرج بشباب بلوزداد آخر لقاء لحارس أهلي البرج كيال مروان والبالغ من العمر 37 سنة الذي سيعتزل الكرة لكن نهاية المشوار كانت بطعم مر ولم يعانق كيال السيدة الكأس التي كانت من نصيب المنافس شباب بلوزداد بضربات الترجيح. آلاكس لم يؤد مباراة في المستوى لم يؤد لاعب شباب بلوزداد مباراة في المستوى في اللقاء النهائي من كأس الجمهورية على عكس ما كان يظهر به هذا اللاعب في مباريات البطولة بحيث لم لم هذا اللاعب الكرة كثيرا طيلة المباراة رغم أهميتها. أصداء اللقاء = غاب عن هذا اللقاء من جانب شباب بلوزداد اللاعبان الأساسيان المعاقبان فنير وبوسحابة وبالمقابل غاب من جانب أهلي البرج سمير بن طيب الذي لم يتعاف من الإصابة. = جرى اللقاء النهائي وسط تنظيم محكم من طرف السلطات المحلية لولاية البليدة التي تعودت على التكيف مع تنظيم هذه اللقاءات الهامة خاصة وأن نهائي كأس الجمهورية للمرة الثالثة يجرى بملعب تشاكر بالبليدة. = رغم درجة الحرارة المرتفعة بمدينة البليدة أول أمس الخميس ومنذ ساعات الصباح الباكر نتيجة هبوب رياح جنوبية إلا أن أنصار الفريقين لم يتأخروا عن هذا الموعد الهام، بحيث توافدت قوافل الأنصار على مدينة البليدة منذ الصباح فاضطرت إدارة المركب الأولمبي إلى فتح الملعب لدخول الأنصار في الساعة التاسعة صباحا، وأغلقت أبوابه في الواحدة زوالا بعد أن اكتظت المدرجات عن آخرها. = على عكس نهائي الكأس للموسم الماضي الذي جمع شبيبة بجاية بوداد تلمسان والتي جرت بنفس الملعب حضر هذا الموسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وتابع مجريات اللقاء بالمنصة الشرفية منذ بدايته وسلم أول كأس منذ انتخابه لعهدة رئاسية ثالثة كما تسلم الرئيس أثناء تقديمه التحية للاعبين قبل إنطلاق اللقاء القميص الرسمي لشباب أهلي برج بوعريريج. = استطاع أحد المناصرين من شباب بلوزداد اقتحام أرضية الميدان قبل ثوان من انطلاق المباراة على العكس مما كان موجودا سابقا حيث يقتحم الأنصار أرضية الميدان في نهاية اللقاء أو في أواخره. = أعوان الحماية المدنية صنعوا الحدث بملعب تشاكر وقدموا عروضا جماعية من أحد المدرجات بالعلم الوطني نالت إعجاب كل من حضر اللقاء. "قالو عن اللقاء" محمد حنكوش مدرب ش. بلوزداد عبر مدرب شباب بلوزداد محمد حنكوش عقب نهاية المباراة عن فرحته الشديدة لفوزه بكأس الجمهورية واعترف بصعوبة المهمة وقوة المنافس لكن في آخر المطاف يقول إن ضربات الترجيح كانت لصالحه وأثنى حنكوش كثيرا على الحارس فلاح وباقي اللاعبين على المجهودات الكبيرة التي بذلوها طيلة المباراة رغم درجة الحرارة المرتفعة. وفي سباق آخر اعترف حنكوش بالآداء الجيد الذي ظهر به فريق أهلي البرج طيلة المباراة، وقال أنه يستحق كل الإحترام والتقدير. كريم معمري (ش. بلوزداد) اعترف قائد فريق شباب بلوزداد عقب نهاية المباراة بالمهمة الصعبة التي أداها اللاعبون في هذا اللقاء وقال إن نجاة فريقهم طيلة 120 دقيقة من التسجيل كانت صعبة صعبة جدا، وفي السياق ذاته أشاد بمجهود باقي اللاعبين والمدرب حنكوش ا لذي حضر اللاعبين جيدا لهذا اللقاء وأهدى معمري كأس الجمهورية لكل الشعب ا لجزائري عامة وأنصار شباب بلوزداد خاصة كما لم ينس الروح الطاهرة للمرحوم عبد الوهاب سليمان. لوناس بن دحمان (ش. بلوزداد) وصف بن دحمان هذه المباراة بالصعبة جدا وقال إن المنافس أهلي البرج كانت له عدة فرص لتحقيق الفوز ، لكن إرادة النجاح والفوز التي ظهر بها شباب بلوزداد - حسبه- تحقق في آخر المطاف، وقال إن الحظ كان معهم في ضربات الترجيح وأهدى بن دحمان هذا الفوز لكل الجزائريين دون تميز. حسين فنير (ش. بلوزداد) رغم وجوده في كرسي الإحتياط بعيدا عن أرضية الميدان وعدم شاركة زملائه، إلا أن فنير وفي تصريجه له أبدى فرحته بهذا الفوز رغم تأثره العميق لعدم اللعب في هذه المباراة وأثنى فنير على زملائه الذين أدوا ما عليهم - حسبه- وأهدى هذا الفوز لكل سكان مدينة جيجل وخاصة منطقة الطاهير. يعيش عبد القادر (مدرب أ. البرج) بدا مدرب أهلي البرج يعيش عبد القادر متأثرا لعدم ظفر فريقه بالسيدة الكأس للمرة الأولى في تاريخه، وذكر يعيش أن اللاعبين أدوا مباراة في القمة وسيطروا على مجريات اللقاء وخاصة في اللحظات الأخيرة، لكن في آخر المطاف الحظ خالفهم وضربات الترجيح كانت من نصييب شباب بلوزداد. سمير بن طيب (أ. البرج) تمنى اللاعب المصاب سمير بن طيب لو شارك مع زملائه في هذا اللقاء الهام والتاريخي لكن الإصابة لم تسمح له واعترف بن طيب بالآداء الجيد لرفاقه في هذه المباراة لكن الحظ خالفهم- حسبه-. محمد بيطام (أ. البرج) أكد بيطام أن لاعبي أهلي البرج لعبوا هذه المباراة التاريخية بمسؤولية كاملة وبمعنويات عالية ورغم درجة الحرارة المرتفعة إلا أنهم لم يتأثروا كثيرا وواصلوا العطاء، على عكس ما ظهر به المنافس، لكن كرة القدم - حسبه- ليست دائما أداء، بل مرات عديدة مرتبطة بالحظ، وهو ما حدث في هذا اللقاء الذي ابتسم فيه الحظ لشباب بلوزداد.