لا تزال هزيمة المنتخب المصري بطل إفريقيا لمرتين متتاليتين تسيل حبر الإعلاميين المصريين الذين لم يستفق بعضهم من غيبوبة الهزيمة بثلاثية نظيفة ولعب لا غبار عليه. فقد أوردت صحيفة "المصريون" أن مدرب منتخب الفراعنة حسن شحاتة كان يعوّل على بند "السلامة" في قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وأن يتحول ملعب مصطفى تشاكير بالبليدة إلى ميدان للشغب وقصف الضيوف ب "الصواريخ" المتوسطة والبعيدة المدى، وهو تضخيم يحلو للأشقاء المصريين قوله، من باب "تحويل الحبة إلى قبة"، ويكون المعلم شحاتة قد نصح تلامذته باللعب على أعصاب المناصرين الجزائريين الذين امتلأت بهم مدرجات الملعب، وهي خطة تكتيكية خارج الميدان تفرض على الحكم إنهاء اللقاء وتقديم تقريره السلبي عن المباراة، كما نصح شحاتة لاعبيه بالصمود في الميدان لأكبر قدر ممكن دون تلقي أهداف حتى تثار أعصاب المناصرين، ولهذا اخترع "التسمم" لكن الفيفا "فأستها" وتقول الصحيفة إن المعلم حسن شحاتة كانت أبرز استعدادته للقائه مع منتخب الجزائر هو استخدام بند "السلامة" الموجود في لائحة النظام الأساسي ب "الفيفا"، وينص على توفير الراحة والسلامة للفريق الضيف، وفي حالة تعرضه لأي خطر يتم إلغاء اللقاء واحتساب النتيجة للفريق الضيف أو نقل المباراة بعيدا عن بلد الفريق المضيف. في الندوة الصحفية التي عقدها بالهيلتون سعدان: مباراتنا أمام زامبيا معركة رياضية وصعبة للطرفين أبدى مدرب المنتخب الوطني الجزائري رابح سعدان تفاؤله بالعودة بنتيجة إيجابية من التنقل الصعب الذي ينتظر الخضر اليوم إلى زامبيا لمواجهة منتخبها يوم 20 جوان القادم برسم اللقاء الثالث لتصفيات كأس إفريقيا والعالم 2000. وقال إن الظروف مهيأة لتحقيق الطموح الذي يحدو الجزائريين رغم أن المهمة لن تكون سهلة نظرا لقوة المنتخب الزامبي وكذا بعض الظروف التي ستحيط بالمواجهة. أكد على البرنامج الذي سطره سابقا وحدد سعدان في الندوة الصحفية التي عقدها في فندق الهيلتون برنامج سفرية زامبيا وأكد ما قلناه سابقا، حيث سيشد الخضر الرحال إلى عاصمة جنوب إفريقيا بريتوريا مساء اليوم وذلك عبر مطار شارل روا بباريس التي ستكون كمحطة أولى لهم حيث سيجدون عددا من اللاعبين المحترفين هناك على غرار زياني وجبور ليكتمل التعداد هناك وينتقلوا إلى بريتوريا التي سيقيم فيها المنتخب إلى غاية 18 من نفس الشهر، وسيتربص الفريق هناك ثم ينتقل إلى ندوالا في اليوم الموالي في رحلة خاصة والتي تبعد عن مكان الإقامة ب 100 كلم ثم يقيمون في الفندق الذي يبعد ب 25 كلم عن الملعب الذي سيحتضن اللقاء. مرتاح لظروف التحضير التي وفرتها الفاف أشار سعدان بأنه مرتاح جدا لتوفير وسائل العمل اللازمة في مكان تربص المنتخب سواء بجنوب إفريقيا أو زامبيا والفضل في ذلك يعود للجهود التي يبذلها أعضاء من المكتب الفدرالي خاصة وليد صادي الذي قام بكل الإجراءات اللازمة لتسهيل مهمة التحضير، هذا دون أن يغفل دور السفارة الجزائريةبجنوب إفريقيا وكذا السفارة الجزائرية بزيمبابوي، وأوفدت الإتحادية الجزائرية حسبه أربعة من أعضائها لتحضير إقامة المنتخب والذين سسبقوهم إلى بريتوريا ثم إلى ندوالا لنفس الغرض ويتعلق الأمر بوليد صادي، وطبيب المنتخب، وطبيب مختص وطاهي المنتخب. الخضر جاهزون لهذه المواجهة نفسيا وبدنيا فيما يخص التشكيلة التي ستكون معنية باللقاء قال "اللاعبون كلهم معنيون باللقاء ونحن سنعتمد على الأحسن من كل النواحي، وأظن أنني سأحاول الاعتماد على نفس التشكيلة ما عدا لاعبا أو لاعبين لأننا لن نجد نفس أرضية ملعب مصطفى تشاكر نظرا لتدهور حالة ميدان ملعب شيلا بومبي التي لن تساعدنا على تطبيق طريقة لعبنا المعتادة"، وأشار سعدان بأنه لا يهتم بالأداء بقدر ما تهمه النتيجة لأنه لا يعترف بالآداء إن لم يحقق نتيجة إيجابية تفتح لهم أبواب المونديال، وتحدث سعدان عن استعدادات لاعبيه حيث قال بأنهم يتواجدون في حالة بدنية جيدة كما أنه سعيد لأن المواجهة ستكون خارج الديار حتى لا يزيد الضغط أكثر على الخضر في هذه المواجهة الهامة، وأضاف أن اللعب في الثانية بعد الزوال لا يقلقه بما أن المناخ في زامبيا يشبه بريتوريا وهو مناخ معتدل. لا يخشى زامبيا وعازم على تحقيق نتيجة مرضية أكد سعدان بأنه لا يخاف من أي منتخب كان حتى ولو قدم الزامبيون مستوى لابأس به، لأن المواجهة ستكون صعبة للطرفين وستكون بمثابة معركة كروية بيننا، ورد مدرب الخضر على تصريحات مدرب زامبيا رونار الذي وصفه بالثعلب الحقيقي حين قال إن الجزائر هي المرشحة الأولى للتأهل للمونديال حتى يضع الضغط على الخضر، وقال "أقول له إن زامبيا هي المرشح للتأهل للمونديال بما أنها عادت بتعادل ثمين من مصر" وأوردف سعدان قائلا بأنه يستوجب على الأفناك الحصول على أكبر عدد من النقاط خارج ملعبهم على أن يحصدوا كل النقاط على أرض الوطن حتى يعزز منتخبنا حظوظه أكثر للتأهل لكأس العالم 2010. يجب نسيان الفوز على مصر والتفكير في زامبيا عاد مدرب المنتخب الجزائري إلى المواجهة السابقة أمام المنتخب المصري حيث أكد بأنها أصبحت من الماضي وهو الآن يفكر في المستقبل، لكنه لم يخف سعادته بتحقيق هذا الإنجاز الذي أفرح أمة بأكملها، رغم أنه كان يعتبره لقاء عاديا يتعلق بالجولة الثانية للتصفيات من 6 لقاءات، غير أنه لمس تركيزا شديدا وهالة إعلامية كبيرة حول هذا اللقاء وقال مازحا "لم أكن أعلم أن المباراة بهذه الأهمية وأن الفوز فيها سيخرج الشعب الجزائري إلى الشارع، ففي الأيام التي سبقت اللقاء كان يوقفني الشرطي ويقول لي إذا لم تفز على مصر فعليك أن تمشي على رجليك لأنني سأسحب رخصتك" وهو ما أضحك الجميع، وأثبت بأن المباراة ليست عادية، مشيرا إلى أنه على اللاعبين نسيان هذه المواجهة والأجواء الاحتفالية التي أعقبتها والتفكير أكثر في لقاء زامبيا. حاج عيسى أخطأ ونحن عاقبناه ليتعلم أوضح سعدان تفاصيل قضيته مع اللاعب لزهر حاج عيسى والذي أبعده من صفوف المنتخب، حيث قال إن اللاعب قام بتصرف غير لائق حين طلب جواز سفره تعبيرا عن غضبه من عدم دخوله في قائة 18 وهو ما دفعني إلى إبعاده من سفرية زامبيا، ذلك أنني كنت قد شددت على ضرورة احترام قراراتي مهما كانت، وقلت لهم من لا يرغب في البقاء فليحزم أمتعته ويغادر. هذا ولم يشأ أن يضخم الأمر وقال إن حاج عيسى لم يقم بتصرف خطير يدفعه لرفع تقرير للفاف، لكنه عاقبه حتى يتعلم لأن النوادي الجزائرية تدلل لاعبيها كثيرا حيث تغيب الاحترافية عنها، وهو ما يجب على اللاعبين المحليين تعلمه وضرب المثل بحليش الذي كان يلعب بالجزائر لكن بعد احترافه في البرتغال تغيرت طباعه تماما، وأصبح أكثر انضباطا من السابق وهو الهدف الذي دفعه إلى توجيه الدعوة لأكثر من 10 لاعبين محليين ليسمح لهم بالإحتكاك مع المحترفين الذين يعرفون ما يعملون في شتى الحالات التي تواجههم. وحول اعتماده بشكل كبير على المحترفين قال أنه على الجزائر أن تشكر الله سبحانه على تواجد هؤلاء لأنها لم تصرف عليهم أي دينار لتكوينهم، حيث تكونوا في أكبر المدارس الأوروبية وحضروا بشكل ممتاز مع نواديهم والمنتخب لا يقوم سوى بتوجيه الدعوة لهم لتمثيل الجزائر دون أي تعب أو معاناة. مرحبا بكل جزائري بإمكانه تدعيم المنتخب نقطة أخرى حساسة تطرق لها الناخب الوطني وهي تدعيم المنتخب باللاعبين الذين سمحت لهمم الفيفا بتمثيل الجزائر بعدما مثلوا المنتخب الفرنسي على غرار عبدون، يبدة ومقني وقال "مثل هؤلاء اللاعبين يهموننا لكن ليس في الوقت الحالي، فبعد زامبيا سنرى إن كان استدعاؤهم ضروريا، رغم أن اللعب لأندية مثل لازيو روما الإيطالي أو بنفيكا البرتغالي يعني أنهم يملكون مستوى عاليا جدا. وحول لحسن لاعب سنتندار الإسباني قال "تحدثنا معه أنا وروراوة وقد لمسنا أنه لاعب خلوق ومحترم يفكر بطريقة جيدة، وأكد لنا أنه يريد معرفة الجزائر قبل اتخاذ قراره الذي لن يتأخر عن نهاية الشهر الحالي، والباب مفتوح أمامه على مصرعيه، وإن لم يجب فلا توجد أي مشكلة رغم أنه لاعب ممتاز ويملك إمكانات كبيرة ستساعدنا كثيرا، وأضاف بأنه سيوجه الدعوة لأي لاعب جزائري بإمكانه إعطاء الدعم للخضر سواء كان محترفا أو محليا. سنفصل في قضية الملعب بعد العودة وأفضل 5 جويلية أشار سعدان إلى أن اختيار الملعب الذي سيحتضن مواجهات الخضر ابتداء من المباراة القادمة لم يفصل فيه بعد، وسيتشاور مع اللاعبين حول ذلك رغم علمه بتفضيلهم لملعب البليدة لأنهم اعتادوا اللعب فيه، إلا أنه يفضل ملعب 5 جويلية الأولمبي الذي افتتح مؤخرا لأنه يحتوي على كل المرافق الضرورية لاستقبال المنافسين خاصة أرضيته الممتاز جدا.