لازالت المباراة الفاصلة في كرة القدم بين الجزائر ومصر وتفاعلاتها السريعة تسيل الكثير من حبر الصحفيين العرب حيث نقلت الصحف العربية الصادرة أمس ما يحدث في القاهرةوالجزائر بسبب احتقان الوضع الذي بلغ ذروته بالتهكم على رموز الشعب الجزائري في سابقة خطيرة جدا. يومية "القبس "الكويتية نشرت تعليقا لصاحبه المصري عبد الحميد جابر قال فيه تحت عنوان "دكان شحاتة فاض" بأن اشتغال الجمهور المصري بما حدث بعد اللقاء أمر مدبر لأنه كان من المفروض أن نتناول بالتحليل ال90 دقيقة للمباراة وشرح أسباب فشل المدرب شحاتة حيث قال:" لا نعلم، لماذا نسينا نحن كمصريين أحداث المباراة الحاسمة وفنياتها مع الجزائر، رغم أنها تعتبر أهم المباريات في تاريخ الكرة المصرية، فالفوز بها يعني تأهل منتخبنا القومي للمونديال من أوسع أبوابه، تركنا »الفرقة« والمعلم حسن شحاتة وعجزه الفني عن التعامل مع دفاع المنطقة الذي لجأ إليه الجزائريون وذهبنا لقصص وروايات كان يرويها وفق ما شاهده وتعرض له، طيب يا ناس ياعالم نحن في الكويت لم نشاهد الاعتداءات المتبادلة، ولكننا شاهدنا المباراة، أفلا تستحق الشرح كما شرحنا حكايات »رصيف نمرة خمسة« التي حصلت في أم درمان؟!. وفضلت جريدة "الشروق" التونسية النزول الى الشارع التونسي لنقل أجواء فرحة الشعب التونسي بتأهل الجزائر الى المونديال في مقال عنونته ب: "الشارع الرياضي التونسي: الروح القتالية للجزائريين أزاحت عنّا غصّة »السبت الأسود« "ضمنته تصريحات لمناصرين تونسيين عبروا من خلالها عن فرحتهم الكبيرة بهذا الانجاز وقد أجمع الكثير منهم على أن فوز الجزائر كان بمثابة التعويض عن نكستهم". ونقلت جريدة "الأيام" البحرينية الأحداث المؤسفة التي وقعت في القاهرة عقب هزيمة المنتخب المصري حيث نقلت غضب الشارع المصري وقيام بعض أنصار منتخب الفراعنة بمظاهرات أمام السفارة الجزائريةبالقاهرة أدت إلى وقوع 35 جريحا من بينهم 11 ضابطا. وخطف الشارع المغربي كل الأضواء بعدما خرج المغاربة إلى شوارع الدارالبيضاء للاحتفال بتأهل المنتخب الوطني وهتفوا "تحيا الجزائر" حيث قال كاتب مقال عنونه: "احتفالات كبيرة في مدن المغرب والجماهير المغربية صاحت »وان، تو، ثري، فيفا لالجيري" أنه لم يكن بمقدور المرء أن يميز بين ما إذا كان المنتخب المغربي هو الذي تأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا أم المنتخب الجزائري، حيث اكتظت شوارع جل المدن المغربية في الدارالبيضاء والرباط ووجدة ومراكش وغيرها بالجماهير المغربية التي تغنت بالانتصار الجزائري الذي حققه منتخب الجزائر الأربعاء الماضي في مباراة فاصلة بملعب أم درمان قريبا من العاصمة الخرطوم. وكتبت صحيفة عكاظ السعودية مقالا تحت عنوان "الاحتقان يتواصل في مصر والجزائر" قالت فيه: "لا يزال التوتر المصري الجزائري قائما بعد الأحداث التي أعقبت الجولة الفاصلة التي جمعت المنتخبين في السودان وتأهل على إثرها الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، وأسفرت تظاهرات الجماهير المصرية التي جرت أمام السفارة الجزائرية في القاهرة عن إصابة 11 ضابطا و24 فردا من الشرطة، عندما ألقى متظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الأمن". وأوردت الجريدة تفاصيل القضية من جانبها السياسي لتقول في الأخير بأن المصريين والجزائريين تنفسوا الصعداء بعد أن جنبتهم عملية قرعة أمم أفريقيا من مواجهة بعضهم، عقب حلول المنتخب المصري في المجموعة الثالثة مع نيجيريا والموزنبيق والبنين، في حين جاءت الجزائر في المجموعة الأولى مع المضيف أنغولا ومالي ومالاوي. أما جريدة "الرأي" الكويتية فقد فضلت تناول القضية من جانبها السياسي، حيث نشرت مقالا قالت فيه: "في مشهد يشبه مقدمات الحرب بين البلدين، تصاعدت الأزمة السياسية والشعبية في مصر والجزائر نتيجة تداعيات المباراة التأهيلية للمونديال".