تنطلق ابتداء من مساء يوم الأربعاء القادم 11 نوفمبر أكبر حملة تضامنية بريطانية مع أطفال الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف الجزائرية، ينظمها الصندوق العالمي للتربية الذي مقره لندن، وذلك بالتعاون مع عدة جمعيات حقوقية ومنظمات إنسانية عالمية، فضلا عن عدد من الجامعات والمعاهد البريطانية التي ستدير الحملة الإنسانية لمدة سنة كاملة بهدف جمع التبرعات وتوجيهها بشكل خاص لمساعدة التلاميذ والأطفال الصحراويين. وستنطلق الحملة بحفل كبير في معهد ''أمبيريل كوليج بيزنس سكول'' العريق في لندن حيث من المقرر أن يشارك فيه عدد من الأكاديميين والكتاب البريطانيين والأجانب، على رأسهم عميد المعهد السير روي أندرسون والكاتب الدكتور يحيى زوبير والنائب بالبرلمان البريطاني جيريمي كوربين وممثل جبهة البوليساريو لامين بعلي والفنانة الصحراوية عزيزة براهيم، والصحفي البريطاني ستيفان سايمنويتز المتخصص في قضية الصحراء الغربية، والطبيب المصري- البريطاني الشهير البروفيسور السير مجدي يعقوب، فضلا عن مسؤولي الصندوق الدولي للتربية وممثلي عدد من الجامعات البريطانية ونوادي الطلبة العرب والجزائريين. ويأمل القائمون على المبادرة أن تتمكن الحملة من لفت أنظار الرأي العام البريطاني والعالم إلى ما يعانيه الشعب الصحراوي من ظروف معيشية قاسية في ظل تجاهل دولي شبه تام لقضيته، ويحث المنظمون عبر الإعلانات واللافتات ومواقع الانترنت على التبرع وتقديم أية مساعدات مدرسية وأجهزة كمبيوتر حتى لا يُحرم منها أبناء الشعب الصحراوي في وقت أصبح فيه الكومبيوتر جزءا أساسيا من حياة الملايين من البشر حول العالم. وتعهد أصحاب المبادرة على دعم المدرسة الوحيدة للمكفوفين بأجهزة خاصة وتوفير الرعاية الصحية لأكبر عدد ممكن من المدارس والمؤسسات التربوية.وفي إطار نفس الحملة سيزور وفد دولي كبير مخيمات اللاجئين في تندوف في الفترة الممتدة بين 19 و27 فيفري 2010 حيث من المقرر أن يقضي أعضاء الوفد الفترة في التنقل بين المخيمات والإقامة بين العائلات للخروج بفكرة واقعية عن ظروف الحياة هناك وتحديد نوعية المساعدات التي يمكن توفيرها عبر هذه الحملة وحملات أخرى في المستقبل. ومن المقرر أيضا أن تنتهي الزيارة بالمشاركة في فعاليات ماراتون الصحراء يوم 27 فيفري الموافق لليوم الوطني للبوليساريو. وتشير إحصاءات منشورة على إحدى المطويات المروجة للحملة إلى وجود 200 ألف لاجئ صحراوي يعيشون في مخيمات تندوف، ومكتوب على الإعلان أنه ''برغم الظروف الطبيعية القاسية للصحراء في الجزائر إلا أن الصحراويين نجحوا في بناء مجتمع قائم على أسس الصحة، التربية والديمقراطية''.واللافت في محتوى موقع الانترنت المروج للحملة والتابع للصندوق العالمي للتربية هو إدانته الواضحة والصريحة لإصرار النظام المغربي على احتلال الصحراء الغربية ومحاولاته المستمرة لإجهاض حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، كما يدين التقرير الذي نشر على نفس الموقع، وبجانبه خريطة توضح الحدود الحقيقية للصحراء الغربية، التماطل الدولي والأممي حيال القضية على الرغم من مرور 18 سنة على وقف إطلاق النار، ويشيد نفس التقرير بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الجزائر للصحراويين حيث أشار إلى أن اللاجئين الذين فروا من أرضهم لم يجدوا سوى الدعم الجزائري والقليل من المساعدات المكفولة عبر منظمة الأممالمتحدة.