شهدت العاصمة الإسبانية مدريد أمس مظاهرة مساندة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره حملت شعار"عدالة وحرية للشعب الصحراوي" استجابة لنداء التنسيقية الإسبانية لمساندة الشعب الصحراوي والأرضية المدنية من أجل الاستفتاء من أجل تقرير المصير في الصحراء الغربية. وشارك في هذه التظاهرة سياسيون ومناضلون من عدة أحزاب مثل اتحاد التقدم والديمقراطية والازكياردا يونيدا (اليسار الموحد) والحزب الاشتراكي الحاكم الذي مثله الأمين المكلف بالحركات الاجتماعية والعلاقات مع المنظمات غير الحكومية بيدرو زرولو. كما شاركت عدة شخصيات من عالم الثقافة والمتمثلة في أرضية "كلنا مع الصحراء الغربية" إلى جانب نقابيين ومناضلين من مختلف الجمعيات المساندة لكفاح الشعب الصحراوي في كل الإقليم الإسباني. وندد المشاركون بالذكرى ال34 لتوقيع اتفاقية مدريد الثلاثية يوم14 نوفمبر سنة 1975 التي تنازلت إسبانيا من خلالها عن الصحراء الغربية للمغرب وموريتانيا. وحملت التنسيقية في بيان لها "الحكومة الإسبانية المسؤول الشرعي والسياسي عن هذه المأساة ما دام الشعب الصحراوي لم يمنح فرصة تقرير مصيره بكل حرية كما تبقى الحكومة الإسبانية مسؤولة عن الانتهاكات الدائمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من قبل المغرب". وطالبت المنظمة غير الحكومية السلطات الاسبانية ب"الأخذ بعين الاعتبار مطلب أغلبية الطبقة الاجتماعية والسياسية وتحمل مسؤوليتها التاريخية والدين المعنوي تجاه هذا الشعب وبعث مسار يمكنه من ممارسة حقه في تقرير المصير". مقابل ذلك انطلقت بالجامعة البريطانية العريقة "أمبريال كولدج" حملة واسعة لجمع التبرعات لصالح اللاجئين الصحراويين من تنظيم هيئة طلبة الجامعة ايف". وأقيم بمناسبة انطلاق هذا المشروع الإنساني المخصص بالأساس لمساعدة الطلبة الصحراويين وشراء معدات طبية لفاقدي البصر احتفال في حرم الجامعة حضره العديد من الشخصيات. وفي هذا السياق قال لمين اباعلي ممثل جبهة البوليزاريو في المملكة المتحدة البريطانية بأن "لهذه المبادرة عدة دلائل أولها رسالة تعاطف وتضامن ذات أهداف إنسانية ونبيلة ستساعد لا محالة اللاجئين الصحراويين على مواجهة صعوبة الاحتياج الحاد في مجال تعليم المعوقين وذوي الحاجات الخاصة". وأضاف بأن المبادرة "تعد أيضا إشارة بتنامي دائرة أصدقاء الشعب الصحراوي الذي حاول المغرب القضاء عليه بكل الوسائل". وتطرقت المنسقة العامة لذات المشروع سها بشير بإسهاب للمبادرة وأهدافها مقدمة لمحة مقتضبة عن ظروف اللاجئين الصحراويين والواجب الإنساني الذي يملي على الجميع ضرورة مساعدتهم للتغلب على صعوبة الحياة وظروف اللجوء. وتحدثت دانيال سميث رئيسة منظمة "ساند بلاست" التي تعمل منذ سنوات مع الفنانين الصحراويين عن عمل منظمتها وبرامجها الثقافية كما أعلنت عن رزنامة النشاطات الثقافية التي تشهدها الساحة البريطانية هذه الأيام والهادفة إلى تمكين أكبر عدد من الفنانين البريطانيين من المشاركة في الطبعة العاشرة من ماراطون الصحراء والتعريف بالقضية الصحراوية.