من الأحداث التي شدت انتباه الإعلام بصفة خاصة مرور سنة على اعتلاء أوباما كرسي العالم، وانقسم المحللون لما قدمه الرجل للقضايا التي اختص فيها أسلافه وأتقنوا فن المراوغة السياسية وفشلت، والدليل تلقي بوش هدية في نهاية عهدته بمقاس 44 ، أوباما تحدث كثيرا عن حياته الشخصية ليصبح من مشاهير هوليوود بتقمصه لدور الرجل المثالي الذي يرعب الكونغرس ويراقص زوجته وأيضا يلاعب ابنتيه. صفات جعلته يشد أنظار العالم وابتهج لقدومه العرب والأفارقة وكأن كونت كنتي يعود ليحقق حلم الزنوج في دخول البيت الأبيض ويجعل من أمريكا بلدا للحكمة وزرع السلام. تحقق حلم أوباما وربما حلم جدته الإفريقية ولكن أحلام الدول التي تعاني الانتهاك باسم الإنسانية لم تجد عند أوباما سوى الكلام الذي وضعت حروفه بكل حذر، لأن شركاء أمريكا غير مستعدين للتنازل عن اي شيء سلبوه، والواقع يؤكد هذا، لا شيء تغير والوضع نفسه ولكن الكلمات استبدلت بمرادفات أخرى أكثر إنسانية وفيها أملا افتراضيا، هو في حقيقة الأمر قناع آخر لا يشبه قناع بوش ولكن الوجه نفسه، والقناع من صنع جهاز مختص هدفه الحفاظ على أمريكا كقوة ترسم للعالم وجهته وتحدد لحلفائها أولويات الأمور وتلعب على الأوتار الحساسة للقضايا السياسية والاقتصادية . تمر سنة على حكم أوباما ولم تعرف أية قضية تطورا في الجوهر بل بالعكس، بقيت الأمور تدور حول مركز واحد وهو الحفاظ على مصالح أمريكا، وأبسط مثال عدم توقيعها على معاهدة كيوتو لخفض الانبعاثات الغازية والمتسببة في التغيرات المناخية، وأمريكا وحدها تطلق نحو25 بالمائة من مجموع الغازات المنبعثة في العالم ومع هذا لا يمكنها تغيير سياستها لأنها تخاف أن تفشل القبضة الحديدية وتنفلت الأمور من بين أيدي من صنعوا لأنفسهم تاريخا مهما. الفرق بين فرد وآخر في التأثير على الآخرين وإقناعهم ترجمة أمينة للفروق في المهارات الخطابية بينهما، فالاتصال الخطابي سلوك إنساني ارتبط بنشأة الإنسان ورغبته الغريزية في التعاون والتأثير فيمن حوله. وأياً كان دور الإنسان ومكانته في المجتمع فلا غنى له عن تعلم مهارات الاتصال الخطابي لقضاء حاجاته، وتلبية رغباته، وتحقيق أهدافه في الحياة. ففن الكلام بني على هذه الرؤية للخطابة فهي مهنة ولها دور في المجتمع، ظاهرة شاملة تتخلل كل علاقاتنا الاجتماعية ولذا فنحن في حاجة إلى مهارات الكلام وفنون الاستماع؛ ليسهل التعامل مع المجتمع وتزيد قدرة التكيف معه والتأثير فيه. وهذا هو مربط الفرس كيف تشد الآخر إليك وتغذيه بكلام يقتنع به ويقنع غيره وهنا نجح الرجل الأسود في الوصول إلى عقول وقلوب الملايين باعتباره السياسي الناجح والذي بيده حل كل العقد حتى ولو كان ذلك مجرد كلام وهذا هو القناع الجديد لوجه أمريكا. وقد أخطأ من ظن أن الأفعى يمكن أن تصبح حبلا تتعلق به القضايا العادلة.