أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس في رده المقتضب على تصريحات وزير الشؤون الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ''أن السيادة لا تتوقف عند جيل معين''، مشيرا الى أن مسألة السيادة أمر محسوم بالنسبة للجزائريين مهما كان الجيل الذي ينتمون إليه ''بل هي أجيال متعاقبة من المهد الى اللحد''. وقال بشأن التجارب النووية التي أجرتها فرنسا بالصحراء الجزائرية خلال الفترة الممتدة من 16 الى 66 أن ''للفرنسيين موقفهم ولنا موقفنا والمستقبل بيننا ''. وطالب الوزير في الكلمة التي ألقاها أمس لدى إشرافه على افتتاح الندوة التاريخية الدولية الثانية حول أثار التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية بنادي الجيش بالعاصمة، المنظومة الدولية والضمير الإنساني بالضغط على الجهات المسؤولة لتقديم ما يمكن من وسائل لمعرفة الحقيقة ومواجهة أثار هذه التجارب خاصة المواد الخطيرة التي استعملت فيها. وقال إن الجزائر تبذل مجهودات من أجل البحث عن العناية والتكفل بمنطقة التفجيرات وأثارها، وتعمل على إعادة الحياة للطبيعة وللانسان بهذه المناطق، ولكنها لا تستطيع أن تواجه ذلك بمفردها لذا يتعين على الامة العالمية الوصول الى إيجاد معالجة لهذه المنطقة. وعدّد الوزير المخلفات التي ترتبت عن هذه التجارب التي أجرتها القوات الفرنسية في الوقت الذي ''كان الشعب الجزائري يخوض حربا تحريرية عادلة ''وأضاف أن''الثورة أنذاك استنكرت ما حدث تلبية لشعبها الرافض للابادة ''، حيث بقيت التشوهات الخلقية الواضحة على أجساد المواطنين الى جانب الامراض السرطانية والاضطرابات النفسية، كما لم تسلم الزراعة والحيوانات التي تموت جراء الامراض الغامضة وأيضا تسرب الاشعاعات. وأفاد المتحدث أن استهتار المستعمر بلغ ذروته عندما استخدم الآلاف من الجزائريين من البدو والسجناء وحتى المجندين الفرنسين كفئران تجارب، ورغم هذه الجريمة التي دبرت بليل لم تسع السلطات المحتلة الى تقديم الخرائط الطوبوغرافية حتى يتمكن المختصون من إحتواء التجربة وإيجاد حلول ذات نجاعة، حلول شجاعة ومسؤولة. فالتشخيص العلمي للتجربة ودراسة النتائج هي جوهر الاشكالية، متسائلا الى أي مدى تبقى هذه المنطقة تعاني وتدمر بالمخلفات الاشعاعية، وأكد أن الهدف من هذا اللقاء هو إطلاع الرأي العام العالمي على الاضرار المباشرة والمستترة واللاحقة والتي تستمر الى سنوات ''إذا سلمنا أن الفعل الضار مازال قائما وهو ينتقل إلى الأجيال ''.