أكد وزير المجاهدين محمد شريف عباس، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أنه، بإمكان الجزائر اقتناء التكنولوجيا اللازمة لإزالة الإشعاعات بالمواقع التي تعرضت للتجارب النووية، لكن ليس في الوقت الحالي. وأوضح الوزير في كلمة له خلال افتتاح الندوة التاريخية الدولية الثانية حول آثار التفجيرات الفرنسية في الصحراء الجزائرية، أن اقتناء التكنولوجيا اللازمة لإزالة الإشعاعات بالمواقع التي تعرضت للتجارب النووية أمر "ممكن"، مضيفا أن هذه العملية "تتوقف على المختصين والعلماء، وقد تحتاج لبعض الوقت". وفي رده على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أكد شريف عباس أن "سيادة بلد ما لا تقوم على جيل واحد"، مضيفا أن "السيادة الوطنية قضية كل الأجيال" وأن "هذه حقيقة واردة لكل الأمم". وكان وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، قد أكد في تصريح لجريدة فرنسية أن العلاقة بين الجزائر وفرنسا "قد تكون أكثر بساطة" عندما لن يكون جيل الاستقلال الجزائري في سدة الحكم. من جهته، أكد مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، أمس الاثنين بالجزائر، أن الجزائر ليس لديها سوى القليل من الوثائق الخاصة بالتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية. وصرح شيخي للصحافة على هامش الندوة الدولية ال 2 حول آثار التجارب النووية في لصحراء الجزائرية، أن "الجزائر ليس لديها الكثير من الأرشيف الخاص بالتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، حيث أن الدولة الفرنسية تحتفظ بالجزء الأكبر منه تحت غطاء السرية"، وأضاف أن "هذا الأرشيف صنفته الدولة الفرنسية في خانة سر الدفاع"، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن "ليس هناك سوى التقرير الذي أعدته الوكالة الدولية للطاقة النووية الخاص بهذه التجارب"، وأكد من جهة أخرى أن "الجزائر طالبت منذ الاستقلال بحقها في استرجاع هذا الأرشيف"، وهذا المطلب "مازال قائما". وقال شيخي إن اتفاقا قد وقّع بين مؤسسات الأرشيف لكلا البلدين، يمكّن الجزائر بمقتضاه من الحصول على نسخ من الوثائق الأصلية التي تخصها. وأشار في هذا السياق، إلى أن السلطات الجزائرية ستستمر في المطالبة بحق البلد الشرعي في استرجاع الوثائق الأصلية لهذا الأرشيف. وأشار مدير الأرشيف الوطني إلى أنه فيما يخص تسليم نسخ الأرشيف، فإن مديرية الأرشيف الفرنسية "ما زالت تقوم بهذا العمل"، ولكن الطرف الجزائري يأمل في تحسين وتيرة استرجاع هذه النسخ.