هي من بين النساء اللواتي أثبتن وجودهن في المجال الصحي، تفوقها العلمي و كفاءتها المهنية مكنّاها من تسيير قسم جراحة و تقويم الأسنان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بجدارة.الأستاذة فاطمة سي احمد المتحصلة على شهادة الدكتوراه في الطب، أكدت خلال الحوار الذي خصت به '' المستقبل '' أنها اختارت هذا التخصص عن قناعة وحب نظرا لهدفه النبيل، وهي تشعر بسعادة لا توصف عندما تعالج المرضى و تخفف أوجاعهم، كما أن تدريسها بالجامعة وعملها في المستشفى لم يشكلا عائقا أمامها في أداء واجباتها اتجاه أسرتها. وتتمنى الجراحة سي احمد للمرأة الجزائرية عموما والطبيبة خاصة في عيدها العالمي المصادف ل 8 مارس المزيد من التقدم والرقي لأنها أثبتت تفوقها في كافة المجالات سيما التعليمية والصحية . ؟؟ أولا ، لماذا اخترت التخصص في جراحة و تقويم الأسنان ؟ هل تأثرت بشخص ما يمارس هذه المهنة ؟ ❊❊اخترت هذا التخصص لأن الابتسامة المميزة للفنانين كانت تجذبني عندما كنت أشاهد الأفلام الأمريكية القديمة، كما كنت دائما أرغب في الحصول على أسنان جميلة، وكل تخصص في المجال الطبي له مميّزاته على غرار تقويم الأسنان الذي أصبح يستقطب الكثير من الناس الراغبين في الحصول على ابتسامة مشرقة وجميلة. غير أن الطبيب المختص في هذا المجال يراقب ويفحص أيضا وظيفة الأسنان لأنه في حالة تسوسها ومرضها تؤثر كثيرا على عملية هضم الطعام و تحدث خللا في بعض أعضاء الفم و الجسم. ويعتبر هذا الاختصاص خاصة فيما يتعلق بتقويم الأسنان موهبة وفن يتولدان من خلال حب هذه المهنة، و لا بد أن يكون جراح و مقوم الأسنان فنانا بعض الشيء، فأنا مثلا أجيد الرسم كثيرا. ؟؟ منذ متى أوكلت لكِ مهمة تسيير قسم جراحة وتقويم الأسنان بمستشفى مصطفى باشا ؟ ❊❊ بعد حصولي على البكالوريا سنة ,1970 درست السنة الأولى في الطب والصيدلة، وبعد ذلك تخصصت في جراحة وتقويم الأسنان، وقد نجح آنذاك 250 طالبا فقط من بين 1000 كانوا يدرسون هذا التخصص ، نظرا لصعوبته و تطلبه مصاريف باهظة. و قد أنهيت دراسة هذا التخصص بكلية ليون بفرنسا في عام 1980 ثم تحصلت على شهادة الدكتوراه في سنة ,1986 ومنذ سنة 1996 أشرف على قسم جراحة و تقويم الأسنان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بعد نجاحي في المسابقة، حيث يخضع الأطباء بصفة عامة لامتحانات ومسابقات للحصول على الترقية، ولقد كنت أسافر إلى الخارج باستمرار مما سمح لي بالاحتكاك بأهل الاختصاص، فأحببت طب جراحة الأسنان نظرا لهدفه النبيل، كما أشعر بسعادة لا توصف وراحة كبيرة عندما أعالج الناس من أمراض الأسنان، وأتمكن من التخفيف من أوجاعهم و كذا إرجاع الابتسامة لهم. ؟؟ كيف تقيّمين تطور طب جراحة الأسنان في الجزائر ؟ ❊❊ أصبح تقويم وجراحة الأسنان يحظى بأهمية كبيرة في الجزائر، حيث يشهد مستشفى مصطفى باشا إقبالا معتبرا من طرف المواطنين للعلاج، وهذا راجع إلى وعيهم واقتناعهم بضرورة الحفاظ على أسنان سليمة تؤدي مختلف الوظائف كالهضم بطريقة صحيحة والاستمتاع بالطعام، فضلا عن الجانب الجمالي ورغبة الكثيرين في الحصول على ابتسامة سواء بالنسبة للكبار أو الأطفال، كما هناك حالات نضطر فيها لإخضاع المريض لجراحة الوجه بعد تقويم أسنانه وذلك قصد تسوية الفكين. ونحن صراحة لم نعد قادرين على التكفل بجميع المرضى المتوافدين بأعداد هائلة من كل الولايات بسبب نقص الوسائل، لأن ذلك يفوق حدود إمكاناتنا، والأمر يتطلّب ميزانية ضخمة لاقتناء وسائل علاجية جديدة لأنّ المتوفرة غير كافية مقارنة بعدد الطلبات سيما في مجال تقويم الأسنان، وذلك رغم المجهودات المبذولة من طرف عميد جامعة الجزائر ومدير مستشفى مصطفى باشا لتغطية حاجات المستشفى. من جهة أخرى طالبنا القائمين على الجامعة بمساعدتنا بالوسائل لتكوين طلبة كلية الطب المتخصصين الذين يتوجب عليهم معالجة المرضى لممارسة الجانب التطبيقي. ؟؟ هل تقومون بدراسات دورية حول تطور هذا الطب ؟ ❊❊ بالتأكيد لأن ذلك ضروري لمواكبة التطور التكنولوجي والطبي وأيضا بالنسبة لوسائل العلاج، ونحن نقوم بدورتين في السنة نستضيف في كل مرة أخصائيين أجانب لتبادل الآراء ، فضلا عن دورات علمية أخرى تابعة لكلية الطب بالجامعة المركزية ينشطها أكبر المتخصصين في طب جراحة و تقويم الأسنان ، كما نشارك في الكثير من المؤتمرات. ؟؟ بماذا تنصحين الناس للحفاظ على أسنانهم ؟ لا بد من غسل الأسنان يوميا سيما قبل النوم، كما ينبغي على الأولياء مراقبة أطفالهم ومنعهم من الإفراط في تناول الحلويات، ولابد من علاج الأسنان المسوّسة وتقويم تلك التي تحتاج إلى ذلك. ومن الضروري أيضا زيارة طبيب الأسنان بصفة منتظمة لأن إهمال الأسنان قد يعرض الإنسان إلى أمراض مختلفة كمرضي القلب والكلى. ؟؟ كيف توفقين بين عملك والتدريس في الجامعة و واجباتك اتجاه أسرتك؟ ❊❊ لدينا بمستشفى مصطفى باشا الجامعي قسم خاص بجراحة الأسنان وقسم آخر مخصص لتدريس الطلبة وهو تابع لكلية الطب بالجامعة المركزية، وتتوفر مدرجات بالمستشفى لتمكين الطلبة من متابعة دروسهم التطبيقية. وأنا أمارس مهنتي خلال النهار فضلا عن التدريس، في حين أفضل القيام بواجباتي المنزلية ليلا، ولا أفرط في دوري اتجاه أسرتي بأي شكل من الأشكال، كما أحس بارتياح و سعادة لا توصف حين أتمكن من تأدية كل هذه الوظائف، رغم أنني أقدم تضحيات مثل أي امرأة. ؟؟ ما رأيك في فرض المرأة لوجودها في مختلف المجالات سيما في التعليم و الصحة ؟ ❊❊ تملك المرأة فرصة لإثبات ذاتها ووجودها بالتعليم ومواصلة الدراسة، وهناك فعلا عدد معتبر من النساء اقتحمن عالم الطب والعديد من المهن، ما يمكنها من التطور وتحقيق الاستقلالية المالية، وهذا شيء يدعو للافتخار. والطب مطلوب كثيرا لأنه مرتبط بصحة الإنسان، والمرأة أثبتت قدرتها على التفوق والتسيير وتنظيم عملها إلى درجة الإتقان، وهي بحاجة مستمرة لإثبات وجودها سواء أمام أسرتها أو أمام المجتمع. ؟؟ ماذا تقولين للمرأة الجزائرية عموما و صاحبات المآزر البيضاء خصوصا في عيدهن العالمي المصادف ل 8 مارس؟ ❊❊ أتمنى لهنّ التطور المستمر والنجاح أكثر في كافة المجالات، كما آمل في أن نكون قدوة حسنة للأجيال التي ستخلفنا.