المعروف عن العلاقة الجزائرية التركية أنها ممتازة جدا سواء في العهد القديم أو الحديث، فهي علاقات تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهناك تعاون تجاري كبير بين البلدين، وتشير الرحصاءات أن تركيا تحتل المرتبة الخامسة في حجم التبادلات التجارية، وهي علاقة مبنية على الثقة، وهي في تطور يوما بعد يوم بشكل أفضل وجيد، وهناك شراكة حقيقية بين الجزائر وتركيا، وهناك عدد كبير من الشركات التركية لها مشاريع استثمارية وصناعية في الجزائر في ضوء ما تتميز به الجزائر من موقع استراتيجي حيوي، لذلك أعتقد أن لهذه العلاقات ثمارا طيبة في المستقبل إن شاء الله. وبحكم أن للثقافة دورا أساسيا في ترسيخ هذا التعاون، تعتزم سفارة الجمهورية التركية في الجزائر تنظيم الأسبوع الثقافي التركي، والذي يتمثل في أسبوع الفيلم التركي، ويقول سعادة السفير التركي في الجزائر إنه في السنوات الأخيرة وفي كل أنحاء العالم العربي، تعتزم تركيا أن تدفع العلاقات التركية العربية إلى الأمام وفي مصلحة الشعبيين التركي والعربي، وقد أصبحت لتركيا رؤية مشتركة من أجل تحقيق مصلحة الشعوب العربية. إننا في الجزائر نتابع بإعجاب الإنجازات العظيمة التي حققتها تركيا سواء كان ذلك على الصعيد الاقتصادي أو السياسي والاجتماعي، وها هو أسبوع الفيلم ينطلق هذا الأسبوع تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة، والمعروف أنه في السنوات الأخيرة أصبحت الأفلام التركية تحتل المرتبة الأولى في الجزائر وحتى في العالم العربي، لذلك فهي فرصة طيبة لأكبر عدد ممكن من عشاق السينما للاستفادة من العروض، والحوار والنقاش حول القضايا السينمائية مما يفتح المجال أمام المشاهد الجزائري لمزيد من التثقيف السينمائي وتنمية المعارف المتعلقة بالسينما التركية، وهي فرصة كذلك للالتقاء بالمسؤولين التركيين في هذا المجال، وبحكم الإعداد المتزايد للمعجبين الجزائريين بالأفلام التركية، فأكيد أن الأسبوع سيعرف استقطاب جمهور كبير من محبي الأفلام التركية، وستكون مناسبة لمشاهدة ألمع النجوم التركية التي يفوق عددها العشرين نجما ونجمة. للإشارة سيعرض في هذا الأسبوع أكثر من عشرين فيلما، منها أفلام تاريخية واجتماعية وسياسية، عبر هذه البرمجة أرادت السفارة التركية في الجزائر أن تجسد ما وصلت إليه تجربة السينما التركية من تطور من حيث الإخراج والإبداع. في الأخير نسعد بلقاء أخواتنا وإخواننا من المبدعات والمبدعين الأتراك من خلال العروض التي ستقدم لجمهور قاعة ابن زيدون التي تعكس الثراء والتنوع الثقافي لهذا البلد الصديق، وهي فرصة كبيرة للجمهور الجزائري للتعرف على جديد الأفلام التركية عن قرب، ومعروف أنه منذ تعيينه كسفير بلده في الجزائر فقد استطاع في مدة قصيرة أن يوطد العلاقات بين الشعبين بوصل حلقة الاتصال ودعمها على أعلى مستوى، مما جعل العلاقات الجزائرية التركية تلقي بظلالها الإيجابية على الاقتصاد الوطني.