يرتقب أن يؤدي الرئيس التركي عبدالله غول زيارة رسمية الجزائر قبل نهاية السداسي الثاني من السنة الجارية وأكد وزير الخارجية مراد مدلسي، حسب ما نقلت أمس وسائل إعلامية تركية، أن تاريخ الزيارة الأولى المرتقبة للرئيس التركي عبدالله غول منذ توليه رئاسة الجمهورية في تركيا، سيحدد قريبا في اتفاق بين مسؤولي البلدين. تأتي زيارة غول إلى الجزائر في أعقاب زيارة سابقة كان قد أداها سلفه رجاء طيب ادروغان سنة 2006وزيارة ممثالة كان قد أداها الرئيس بوتفليقة إلى تركيا سنة 2005وهي المرحلة التي عرفت فيها العلاقات الجزائرية التركية انتعاشا على مستويات رافقتها زيارات متبادلة إلى البلدين من قبل مسؤولين رفيعي المستوى، منها زيارة غول عندما كان يشغل منصب وزير خارجية بلاده وقد أسفرت الزيارات عن التوقيع بين الطرفين على اتفاقيات عدة سواء في المجال الاقتصادي أو التجاري وكذا التعاون العسكري والأمني. ما يجعل حجم الاستثمارات التركية بالجزائر والمقدرة ب 304مليون دولار أمريكي منذ سنة 2000إلى نهاية 2007مرشحة لترتفع إلى 10ملايير دولار أمريكي مطلع عام 2012فيما يرتقب أن يرتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين، خاصة وأن المنتوج الأساسي الذي تستورده تركيا من الجزائر هو الغاز الطبيعي المميع بتكلفة تقدر بحدود 2 مليار دولار أمريكي سنويا وهو الحجم الذي اعتبره السفير التركي في مناسبات عديدة بأنه دون مستوى العلاقات بين بلاده والجزائر، إلا أن ذات الحجم مرشح للارتفاع من الجانبين، خاصة في ظل الحديث عن اتفاقية مشتركة للتبادل الحر بين البلدين، خاصة وأن الضريبة الجمركية المطبقة على المنتوجات التركية الموجهة إلى السوق الجزائرية تتراوح ما بين 15و 30 % بينما تتراوح ما بين 0 و 5 % بالنسبة للمنتوج الأوروبي وذلك بموجب اتفاق الشراكة الموقع سنة 2005بين الجزائر والإتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي جعل الأتراك يتحمسون لإبرام اتفاقية التبادل الحر مع الجانب الجزائري. وتأتي الزيارة المرتقبة للرئيس التركي عبد الله غول إلى الجزائر قريبا في ظل المشاكل التي يعرفها بعض المستثمرين الأتراك في الجزائر خاصة في مجال الصيد البحري، بحيث سجلت من الجانب التركي بعض التجاوزات التي أسالت حبرا كثيرا في وسائل الإعلام الجزائرية، سواء في مجال صيد التونة أو استيراد سفن الصيد أو في مجالات إنجاز المنشآت القاعدية مما أثر سلبا على صورة المؤسسات التركية العاملة في الجزائر ومن ثمة يرتقب أن تعيد زيارة غول إلى الجزائر ضبط عقارب ساعة الشأن الاقتصادي والتجاري والدبلوماسي بين البلدين على ميقات مستوى العلاقات الدبلوماسية والتاريخية بين الجزائر وتركيا.