أعلن رئيس بلدية باربينيون الفرنسية جون مارك بيرول أول أمس، عن قرب إنشاء مقبرة ونصب تذكاري ''تمجيدا'' للحركى، في خطوة استفزازية جديدة تجاه الجزائر. وذكرت تقارير صحفية فرنسية، أن الإعلان عن هذا المشروع يأتي بعد التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الفرنسي لقدامى المحاربين، في انتظار استصدار موافقة من المجلس البلدي، وهي الموافقة التي عدّتها ذات المصادر ''إجراء بسيطا''. وجاء هذا الإعلان، خلال وقفة نظمت أول أمس، بمقبرة ''هوت فيرنيه''، بمناسبة ذكرى مواجهات 26 مارس 1962 بالعاصمة الجزائر، بين الجيش الفرنسي، ومتظاهرين من الأقدام السوداء، تؤطرهم عناصر من منظمة الجيش السري الإرهابية، وحضرالوقفة نحو 200 حركي، وممثلون عن الأقدام السوداء. ودأبت الأوساط الفرنسية على استخدام ورقة الحركى، لاستفزاز الجزائر بالدعوة إلى تمجيدهم، وتمكينهم من مزيد الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية. ومن أبرز محطات هذا المسلسل، إعلان فرنسا في سبتمبر من العام ,2009 عن إنشاء مؤسسة ''ذاكرة حرب الجزائر''، التي أعلن عنها بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي للحركى. ورُصد لها ما يناهز سبعة ملايين أورو. ومن أهداف تلك المؤسسة كتابة تاريخ الحركى، و''تثمين جهودهم في الحفاظ على المكتسبات الفرنسية في الجزائر''. وتجدر الإشارة إلى أن أول من دعا إلى إنشاء مؤسسة تعنى بتاريخ الحرب على الجزائر هو الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وكانت مقررة في قانون 23 فيفري ,2005 الممجد للتواجد الاستعماري الفرنسي في الجزائر. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد شبّه الحركى، خلال زيارته فرنسا في العام ,2000 بالفرنسيين الذين تعاونوا مع الاحتلال النازي لبلادهم خلال الحرب العالمية الثانية، وهو التشبيه الذي خلّف ارتياحا بالجزائر، مقابل إثارته عاصفة من الانتقادات في فرنسا، لما يحمله من تشبيه مبطّن للاحتلال الفرنسي بالنازية.