غيمة استطاعت أن توحد أنظار العالم وتغير اتجاهات العديد من الرؤوس المهمة في العالم وتحرم الملايين من التنقل جوا وهي الغيمة التي حالت دون عودة المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل إلى برلين من رحلتها إلى الولاياتالمتحدة، وكانت طائرتها قد حطّت في لشبونة عاصمة البرتغال نتيجة تفشي غيمة الغبار البركاني حيث بقيت هناك لمدة يوم واحد. وقد أقلعت طائرتها فيما بعد ولكنها اضطرت إلى الهبوط في روما، مواصلة طريقها إلى برلين بالسيارة ...... واصلت الغيوم المشبعة بالرماد والحصى والزجاج الدقيق وبمادة لزجة خطرة، المنبعثة من البركان الإيسلندي، عرقلة الطيران في عشرين دولة أوروبية. . ثورة بركان إيسلندا مرشحة كي تهدأ لكن الغيمة ستجمع الأوروبيين مرة أخرى بعد الأزمة الاقتصادية للنظر في الخسائر الكبرى التي مُني بها قطاع النقل الجوي الأوروبي و كيفية احتوائها. فيما عانى الجيش الأمريكي والقوات الأطلسية مشكلة كبرى جراء إغلاق المجال الجوي الأوروبي، في حين واجه عشرات الآلاف من المسافرين والسياح من ضياع فرص العمل والعودة إلى الدراسة. كما فقدت عروس فرصتها في الزواج بعدما انقطعت سبل لقاء العريس في أوروبا... واضطرت المغنية ويتني هيوستون إلى استئجار عربة بحرية للسفر من لندن إلى دبلن لإحياء حفلة في حين دفع الكوميدي جون كليز مبلغا خياليا أجرة سيارة نقلته من اوسلو إلى بروكسل.... كل هذا بسبب غيمة طبيعية لم تصنعها أمريكا ولا يمكن أن تمنعها قوات الحلف الأطلسي و جيوش أمريكا. قد يكون العد التنازلي قد بدأ و حان للطبيعة أن تنفض عن نفسها غبن قرون من الانتهاكات التي طالتها باسم الديمقراطية وضمان الأمن و شابه ذالك .. قد تشهد البشرية، اعتبارا من القرن القادم، تغييرًا جذريًا في جغرافيا الكرة الأرضية. هناك كمية هائلة من الجليد المعرضة لخطر الذوبان مما يعني ارتفاع مستوى البحار بنسبة أربعة إلى خمسة أمتار. في الوقت الحاضر، يعيش 08 في المئة من سكان الأرض قرب السواحل وهكذا، ستغرق العديد من المدن في البحر كون قدراتها على صد أو احتواء الفيضانات شبه معدومة، وخلال عقود معدودة على الأصابع، وفي موازاة ارتفاع سكان الأرض بوتيرة تصاعدية مخيفة، ومن المرتقب أن تتقلص كتلة اليابسة الأرضية. قد ينجم عن هذا السيناريو اندلاع الحروب والصراعات الجغرافية بين سكان الأرض من أجل الاستحواذ على الماء. وبين العديد من السيناريوهات المحتملة، ثمة سيناريو مثير للقلق أكثر من غيره هو ذوبان طبقة ''بيرمافروست'' دائمة التجمد في المنطقة القطبية حيث تلعب هذه الطبقة دور الثلاجة، وهي تحبس الكربون تحت عدة أشكال طوال حواف هذا النسيج الجليدي، الذي ينطلق من ألاسكا وشمال كندا إلى سيبيريا وأوروبا الجنوبية، نستطيع القول إن الذوبان بدأ. و في حال عدم توقفه فإننا لا نستبعد أن تتحرر الغازات السامة، المخزنة في أعماق الكتل الجليدية إلى الجو مما قد يضاعف مرتين أو ثلاث مرات مستويات هذه الغازات الموجودة حاليًا، و هكذا تُغلَق في وجوهنا جميع الرهانات التفاؤلية الموصولة إلى الطقس لندخل في نفق المجهول، وهذا ما يرعبنا جدًا. و إذا وجد البعض حلا عن طريق البحر هروبا من الغيمة، فأين المفر إذا التقت الغيمة مع صعود مياه البحر ؟