أعرب سكان قرى ومداشر بلدية يسر التابعة لولاية بومرداس عن مدى قلقهم وتذمرهم إزاء الوضعية التي يعيشها أطفالهم للإلتحاق بالمدارس، بسبب انعدام وسائل النقل المدرسي التي صعبت حياتهم وأتعبت اجسادهم مشيا على الأقدام ما يقارب نصف ساعة للاتحاق بمقاعد الدراسة تحت تقلبات الجو القاسية خاصة في فترة الشتاء حين تعرف هاته المداشر والقرى برودة شديدة.. وإن كان يوما ماطرا فهم يلجأون إلى توقيف بعض المارة معرضين حياتهم للخطر، من أجل الوصول إلى مقدارسهم، في حين يبقى الأولياء ينتظرون بخوف إلى غاية انقضاء اليوم والعودة الحميدة إلى البيت، لتضل هذه المشاكل جزءا صغيرا من جملة مشاكل لا تكاد تنتهي. نقص الماء الشروب في قرى وانعدامه في أخرى معاناة أخرى تضاف إلى سجل القرى والمداشر التي أضحت بين أحضان الحياة البدائية ا لمفتقرة لأدنى شروط الحياة الكريمة والمتحضرة خاصة المادة الحيوية التي صارت هاجسا للبعض وحلما للبعض الآخر، حيث أكد سكان حي شعباني 84 مسكن أن الماء الشروب عندهم يشهد انقطاعات عديدة إذ يصلهم مرتين في الأسبوع فقط دون أن يغطّي حاجاتهم اليومية، في حين أنه كان يصل في الفترة الصباحية أما الآن فهو في الفترة المسائية المتأخرة من اليوم ليضطر السكان إلى الصهاريج التي باتت تشكل ديكورا على سطح أو باب هذه المساكن بالإضافة إلى الغلاء الذي تشهده هذه الصهاريج التي تصل حتى 800 دج ليبقى المشكل قائما ويلمس القرى المجاورة كقرية ''ماتوسة'' ''ونوغة'' فالحال عندهم أكثر استعصاء وتأزّما، تحت وضعية معيشية مزرية ينعدم فيها الماء الشروب لتضحى عندهم الصورة جزءا من حياة بدائية أبطالها أطفال تمكن التعب منهم ونخرت الطريق المهترئة أرجلهم ليرموا بالمحافظ وتحمل أناملهم الصغيرة الدلاء بعد يوم شاق من الدراسة ليغيروا الاتجاه لمسافات أبعد لاقتناء ماء نقي للشرب وهو لا يكفي حتى لتغطية حاجاتهم من نصف اليوم، ليصبح هذا السنياريو يوميا لا مفر منه حسب قول السكان. الروائح الكريهة والحشرات الضارة وجهان لانعدام قنوات الصرف أبدى سكان القرى والمداشر ببلدية دلس أسفهم الشديد للأوضاع التي يتخبّطون فيها إذ لازالوا يبتكرون طرقا بدائية لتجد القاذورات مسلكا لها، حيث أكد السكان أنهم ألفوا جوّآ معكرا صفوه بالروائح الكريهة وأسراب الحشرات الضارة التي وجدت مهبطا مناسبا لتجمعها، وقد احتار السكان في كيفية التخلص منها، ومعالجة هذا المشكل الذي سئموه، خاصة عندما تمتلئ هذه الحفر عن آخرها مشكلة سيولا قذرة تتخذ من منازلهم طريقا لها، لتزيد من حدة وصعوبة الوضع، أما في الصيف فإن الوضع يزداد قساوة ومرارة، فانتشار النفايات بطريقة عشوائية جعل المكان مقصد الكثير من الحيوانات الضالة كالكلاب المتشردة التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على حياتهم خاصة في سكون الليل الذي تبدأ فيه رحلة الخطر خاصة على الأطفال الذين يتخذون من أزقة الحي مساحة للعب، لينتظرهم لعاب الحيوانات المتشردة التواقة إلى أكوام القمامات وأكياس القاذورات، على حد قول السكان. لتبقى مداشر بلدية دلس معزولة تماما، وبهذا الصدد طالب هؤلاء السكان تدخل الجهات المعنية المكلفة بهذه الشؤون لفك العزلة عندهم وإدخالهم ضمن مشاريع التهيئة وتزويدهم بضروريات الحياة التي يفتقرون لها.