كشف مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الإرهاب وحقوق الإنسان، كمال رزاق بارة، أن إسبانيا دفعت ما مجموعه ثمانية ملايين يورو ل ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، نظير الإفراج عن ثلاث من رعاياها الذين كان يحتجزهم التنظيم الإرهابي، وهم متطوعون في منظمة ''أكثيو صوليداريا'' غير الحكومية، تم اختطافهم فوق التراب الموريتاني في نوفمبر ,2009 قبل اقتيادهم إلى شمال مالي. ونسبت صحيفة ''إل موندو''الإسبانية أمس، إلى بارة، تصريحات أكد فيها أن الثمانية ملايين يورو، تم تسديدها على دفعتين، في شهر مارس ثم شهر أوت. وبدفعها المبلغ المذكور، تكون إسبانيا متقدمة على إيطاليا، التي دفعت هي الأخرى فدية قدرها 6,3 مليون يورو، لقاء الإفراج عن اثنين من رعاياها من طرف ''الجماعة السلفية'' في شهر ماي، تليها النمسا، التي تكون قد دفعت 5,2 مليون يورو لتحرير اثنين من رعاياها هي الأخرى، وهذا في شهر ماي من العام ,2009 حسب ذات المصدر. وكانت ''إل موندو'' قد أوردت شهر أوت الماضي، أن مدريد قد سددت حوالي سبعة ملايين يورو مقابل تحرير رعاياها الثلاث، لكن وسيطا ماليا كشف أن إسبانيا ''سددت ما مجموعه ثمانية ملايين يورو'' للتنظيم الإرهابي. وكان كمال رزاق بارة قد حذر من التهديد الخطير المحدق بالأمن الدولي بسبب ظاهرة احتجاز الرهائن من طرف المجموعات الإرهابية وطلب الفدية وإطلاق سراح الإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهائن، حيث دعا إلى اتخاذ إجراءات لإجبار الدول على احترام التزاماتها، ففي مداخلته في إطار الاجتماع الثاني لمنظمة الأممالمتحدة حول الاستراتيجية العالمية ضد الإرهاب الذي عقد من 7 إلى 9 سبتمبر الجاري في نيويورك، وخصص لموضوع "الفدية كوسيلة لتمويل الإرهاب''، حذر بارة المجتمع الدولي من أن ظاهرة حجز الرهائن من طرف المجموعات الإرهابية في خليج عدن والمحيط الهندي والساحل الإفريقي وفي أماكن أخرى من العالم وطلب الفدية لإطلاق سراح الإرهابيين المحبوسين مقابل إطلاق سراح الرهائن ''بات متفشيا ويعرض استقرار هذه المناطق والأمن الدولي''. وفي سياق متصل، يكون الوفد الجزائري قد قدم أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت سابق من شهر سبتمبر الفارط، ورقة تتضمن مقترحات وأدوات تمنع الدول من دفع الفدية للجماعات الإرهابية، وتردعها في حال إفراجها عن إرهابيين لقاء تحرير رهائن. وتخص الورقة التي أعدتها الحكومة الجزائرية موضوع ''تجريم الفدية، ومنع مبادلة إرهابيين برهائن''. وينسب إلى الدبلوماسية الجزائرية الجزائر الفضل في إصدار مجلس الأمن الدولي لائحة تجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، وهذا مطلع العام الجاري. وصادق مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الماضي على نص قرار اقترحته الجزائر لتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية في خطوة تاريخية تعزز جهود المجموعة الدولية لتجفيف المصادر المالية للجماعات الإرهابية التي تستخدم هذه الوسيلة لتعزيز قدراتها في الإيذاء. وأعرب مجلس الأمن في حيثيات القرار رقم 1904 عن قلقه إزاء ازدياد عدد الحوادث التي تنطوي على قيام أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات مرتبطة بتنظيم ''القاعدة'' أو أسامة بن لادن أو حركة طالبان باختطاف أشخاص وأخذهم كرهائن بغية جمع الأموال أو انتزاع تنازلات سياسية. وألح المجلس في قراره على الدول الأعضاء للعمل القيام دون إبطاء بتجميد الأموال والأصول المالية أو الموارد الاقتصادية الأخرى لهؤلاء الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات، بما في ذلك الأموال المتأتية من ممتلكات تخصهم، أو تخص أفرادا يتصرفون نيابة عنهم أو يأتمرون بإمرتهم، أو يتحكمون فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، وكفالة عدم إتاحة تلك الأموال أو أي أموال أو أصول مالية أو موارد اقتصادية أخرى لفائدة هؤلاء بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق رعاياها أو أشخاص موجودين في أراضيها''. وتضمن القرار الصادر عن المجلس أن الأعمال أو الأنشطة التي تدل على أن فردا أو جماعة أو مؤسسة أو كيانا ''مرتبطا'' بتنظيم ''القاعدة'' أو أسامة بن لادن أو حركة طالبان تشمل: المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها تنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو حركة طالبان أو أي خلية أو جماعة مرتبطة بها، أو جماعة منشقة أو متفرعة عنها، أو المشاركة في ذلك معها أو باسمها أو بالنيابة عنها أو دعما لها؛ أو في التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها. القرار الذي حاز على إجماع الدول الأعضاء في المجلس أدخلت عليه تعديلات كثيرة ولم يعد بالقوة القانونية التي رغبت الجزائر في منحها له حيث ضمن المقترح الجزائري في فقرة في القرار الخاص بمراجعة نظام العقوبات على تنظيم القاعدة وطالبان والتنظيمات المرتبطة به وليس في قانون مستقل، ومع ذلك فالقرار يعتبر انتصارا للجزائر والجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق إجماع دولي لوضع حد لتمويل الجماعات الإرهابية واستخدام هذه الأموال لتمويل شراء أسلحة وآليات وتجنيد عناصر جديدة ومخبرين والإفلات من الضربات التي توجهها مصالح الأمن عبر العالم. ويعتبر خطوة متقدمة في مجال التشريعات الدولية للقضاء على ظاهرة دفع الفدية في انتظار إصدار تشريع دولي صريح وخاص بمكافحة دفع الفدية للجماعات الإرهابية حتى لا تبقى دول كالجزائر تحارب ظاهرة الارهاب سرا وعلانية ودول أخرى تعلن رسميا وقوفها في وجه التنظيمات الارهابية، لكن ما إن يهدد رعاياها أو يختطفون تضرب عرض الحائط كل اللوائح وتمد الإرهاب بالدعم المالي اللا مشروط لإطلاق سراحهم.