جاءت إسبانيا على رأس قائمة الدول الغربية التي قدمت مبالغ مالية ضخمة كفدية للتنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب'' لتحرير رعاياها الذين كانوا محتجزين لدى التنظيم كرهائن، حيث بلغت القيمة المالية التي ذهبت إلى جيب الإرهابيين ثمانية ملايين يورو، متقدمة في ذلك على فرنسا التي دفعت خمسة ملايين من أجل الإفراج عن جاسوسها ألبير كاميت. وأفادت صحيفة ''إلموندو'' الاسبانية نقلا عن المستشار في الرئاسة الجزائرية كمال رزاق بارة أن مدريد دفعت ما قيمته ثمانية ملايين للإفراج عن رعاياها الثلاثة المنتمين لجمعية إغاثة، والذين اختطفهم تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب'' الإرهابي في نوفمبر 2009 . ونقلت الصحيفة ذاتها عن بارة قوله أن اسبانيا دفعت ثمانية ملايين يورو من شهر مارس إلى أوت من هذا العام للإفراج عن رعاياها الثلاثة، متقدمة في ذلك على ايطاليا التي منحت للإرهابيين 3.6 مليون يورو للإفراج عن رعيتيها في ماي الماضي اللذين كانا مختطفين من طرف ''القاعدة في بلاد المغرب''، في حين أن النمسا دفعت 2.5 لإطلاق سراح اثنين من مواطنيها اختطفا في تونس عام 2008 من طرف التنظيم ذاته . ورغم أن الصحيفة الاسبانية صنفت روما في المرتبة الثانية، إلا أن باريس تأتي في المركز الثاني، كونها كانت قد دفعت مبلغ خمسة ملايين يورو للإفراج عن الجاسوس ألبير كاميت الذي اختطف هذا العام، وتطلبت عملية الإفراج عنه قبول مالي بضغوط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والاستجابة لمطالب الإرهابيين المتمثلة في الإفراج عن أربعة زملاء لهم ، منهم جزائريين وموريتانيين كانت بماكو تعتقلهما في سجونها. واستهجنت الجزائر نهاية الأسبوع الماضي دفع مبالغ مالية للإرهابيين مقابل الإفراج عن رعاياها، معبرة على لسان كمال رزاق بارة عن أسفها لخضوع الدول الغربية لابتزاز الإرهابيين، مبينا أن القاعدة حصلت على أكثر من 150 مليون يورو، منها 50 مليون كفدية منحتها الدول الغربية خلال تفاوضها لإطلاق سراح رعاياها، تمثل القيمة التي دفعتها مدريد نسبة 16 في المائة من المبلغ الكلي، على حد ما ذكرته اليومية الاسبانية ذاتها. وتطالب الجزائر المجتمع الدولي بالموافقة على مشروع قانون يحظر دفع الفدية للإرهابيين والتنظيمات المتطرفة مهما كانت الظروف، وفي هذا الشأن نقلت وسائل إعلام اسبانية تصريح سفير الجزائر هناك مراد بن محيهدي الذي قال ''نريد أن يعي المجتمع الدولي أن دفع فدية لتنظيم القاعدة وإطلاق سراح الإرهابيين لمبادلتهم برهائن يعزز الإرهاب. وبين بن محيهدي أن دفع اسبانيا فدية للإرهابيين سيعزز من تعرض رعاياها مجددا للاختطاف من قبل هذه الجماعات ،مؤكدا انه إذا امتنع الجميع عن دفع المال للخاطفين وللتنظيمات الإرهابية فلن يكون هناك اختطاف.