تعتزم الجزائر إنشاء جامعة متخصصة في علم الزلازل، بتمويل من الأمم المتحدة. وهذا حسبما كشف عنه المدير العام للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبد الحفيظ أوراغ أمس. وقال أوراغ إن الجزائر ''وافقت على المقترح الذي تقدمت به منظمة الأمم المتحدة''، مضيفا أن الجامعة ''ستتيح إنجاز دراسات معمقة حول ظواهر اهتزاز الأرض والتسونامي، مع جمع المعطيات المتعلقة على وجه الخصوص بمنطقة شمال إفريقيا، غير المعروفة لدى المتخصصين بما فيه الكفاية''. وأضاف المتحدث، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن الجامعة المزمع إنشاؤها ''ستتم توأمتها مع معهد الأبحاث الدولية في علم الزلازل باليابان، وهذا من أجل تنسيق كل الجهود في مجال معرفة الزلازل والتسونامي، وإجراءات الوقاية والتوعية التي تستهدف السكان''. ومعروف أن الجزائر تعتبر منطقة زلزالية نشطة، حيث كثيرا ما تتعرض لهزات أرضية متفاوتة القوة، آخرها الزلزال الذي ضرب منطقتي بني يلمان وونوغة بولاية المسيلة يوم الجمعة الماضي، وخلف قتيلين وعشرات الجرحى، وقد بلغت شدته 2,5 على سلم ريشتر. كما عرفت الجزائر في الماضي الكثير من الهزات الأرضية كان أشدها زلزال الأصنام في أكتوبر من العام ,1980 الذي يعد الأسوأ في تاريخ الجزائر، حيث وقعت هزتان أرضيتان متتاليتان، الأولى بقوة 3,,7 والثانية بقوة 3,6 على سلم ريشتر. وأوقعتا أزيد من ثلاثة آلاف قتيل. كما دمرت مدينة الأصنام (الشلف حاليا) بصفة شبه كاملة. كما سجلت الجزائر في العام 2003 زلزالا عنيفا ضرب منطقة بومرداس. بلغت شدته 8,6 درجات، وخلف حوالي 2300 قتيل فضلا عن تدمير مئات المباني إلى جانب خسائر جسيمة في البنى التحتية. وفي جانفي 2008 ضرب زلزال بقوة 6,5 مدينة وهران، مخلفا قتيلا واحدا. ويؤكد المختصون أن شمال الجزائر يعتبر منطقة زلزالية نشطة، ويعود السبب في ذلك، حسبهم، إلى أن الجزء الشمالي من القارة الإفريقية، وبخاصة الأطراف الشمالية للجزائر والمغرب، تشكل منطقة تلتقي عندها الصفيحة الإفريقية بالصفيحة الأوراسية. وكان وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة الشريف رحماني، قد أكد قبل أيام، أن الجزائر "عرضة لمخاطر طبيعية وصناعية كبيرة، لاسيما المخاطر الزلزالية، التي تعد مناطق الساحل وشمال البلاد عامة، الأكثر عرضة لها''. وشدّد الوزير، على ضرورة مراعاة واقع الخريطة الزلزالية بالجزائر لمجابهة المخاطر، ''وهذا عن طريق الامتناع عن تشييد المباني في المناطق الخطرة، التقيد بالمقاييس المعمارية والهندسية عند البناء وحرص كل المتدخلين على الاحترام الصارم للإجراءات الوقائية'' حسب قوله.