تنظم مديرية الثقافة لولاية قسنطينة بالتعاون مع وزارة الثقافة، الطبعة السابعة عشر لملتقى ، في الفترة الممتدة ما بين الأول جوان الداخل وإلى غاية اليوم الثالث منه، والتي ستتميز بتكريم الروائيين واسيني الأعرج وياسمينة خضرة تقديراً لجهودهما الإبداعية التظاهرة، التي تتزامن مع مرور الذكرى الثانية والثلاثين على وفاة مالك حداد، سيتم من خلالها تسليط الضوء على مجمل أعمال الكاتب الشعرية والروائية، نقداً وقراءةً، وذلك ضمن عدد من المحاضرات والندوات الفكرية والأدبية التي سينشطها نخبة من النقاد والمختصين الذين يمثلون مختلف الجامعات الجزائرية، على غرار محاضرة الأستاذة وسيلة بوسيس التي ستتناول من خلالها موضوع اللغة الشعرية عند مالك حداد، بالإضافة إلى تقديم شهادات حية حول حياة المرحوم الشخصية والإبداعية، وقد استدعي لهذا الغرض كل من نديم حداد ومحمد الطاهر عرباوي نجل الراحل وصديقه على التوالي. كما سيتخلل برنامج هذه الفعالية قراءات شعرية لكل من الشاعر عبد الرزاق بوكبة، عبد الحميد شكيل، إبراهيم صديقي وزينب الأعوج، علاوة على عرض عدد من النصوص الأدبية المعاصرة، كما سيقام على هامش الملتقى ببهو مسرح قسنطينة الجهوي، معرض للفنون التشكيلية لكل من الثنائي حفيزة بشيري وأحسن بوساحة، مع الإشارة إلى أنه سيتم بهذه المناسبة، تنظيم عدد من الحفلات والعروض الفنية، من بينها أوبرات ''الخيمة'' التي ستقدمها الجمعية الثقافية "بلا حدود'' التابعة لولاية سطيف، والتي اقتبسها القاص عبد الوهاب تمهاشت عن رواية الشاعر عز الدين ميهوبي الموسومة ''اعترافات أسكرام''، فيما أسندت مهمة إحياء ليالي الملتقى إلى جوق المعهد الموسيقي الجهوي لباتنة، على أن تتولى جمعية ''مربد'' للأصول الثقافية توقيع الحفل الختامي لهذا الملتقى الذي يأمل من خلالها المشاركون إنصاف رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية. وللتذكير، فإن مالك حداد من مواليد قسنطينة في جويلية عام ,1927 وبعد أن زاول مهنة التعليم لفترة وجيزة، تنقل إلى فرنسا التي نال من إحدى جامعاتها إجازة في الحقوق، وقد عاد بعد الاستقلال إلى قسنطينة وأصدر مجلة ''التقدم''، كما أسس القسم الثقافي لجريدة النصر، مثلما أشرف على مجلة ''آمال'' التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة والإعلام في ذلك الوقت، ليعين مستشاراً بذات الوزارة، ثم يستدعى على رأس مصلحة الآداب والفنون، إلى جانب ذلك، اشتغل مالك حداد كأول أمين عام لاتحاد الكتاب الجزائريين ، ليرحل في الثاني جوان عام1987 مخلفاً مجموعة من الإبداعات السردية والشعرية، أهمها ''رصيف الأزهار لا يجيب'' و''الشقاء في خطر'' وأنصتي وأنا أناديك'' و''الإحساس الأخير'' و ''سأهبك غزالة''، وقد عانى كثيراً من استعمار اللغة الفرنسية التي لم تكن تعني له سوى أحد أشكال الكتابة نظراً لحبه الجارف للغة العربية الذي مات متحسراً به.