نفى الكاتب والروائي، واسيني الأعرج، ما يتردد مؤخرا حول كونه ضمن المدعوين في الملتقى الفكري حول الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار بعنابة يومي 29 30 سبتمبر الجاري، قائلا إنه يرفض أن يدرج اسمه في تظاهرة لم تتم دعوته إليها أصلا من أي جهة رسمية بالولاية قال الروائي واسيني الأعرج، في تصريح ل”الفجر”، إن مديرية الثقافة بولاية عنابة لم تتكلف عناء دعوته إلى الملتقى، وهي حرة يقول في اختيار الأسماء المشاركة ولا يمكنه محاسبتهم في خياراتهم التي يعرفون أسبابها وحدهم، إلا أنه يرفض بالمقابل إدراج اسمه إعلاميا في هذه الندوة التي يؤكد أنه قرأ عنها في الصحافة كأي مواطن عادي. ويضيف أن الغريب في الأمر أنه تلقى عددا كبيرا من الاتصالات من الأصدقاء والمثقفين لسؤاله عن أسباب رفض الدعوة التي يصر أنها لم تصله أصلا من مديرية الثقافة بولاية عنابة، وهي الجهة المنظمة للتظاهرة. في سياق آخر، يؤكد الأعرج أن وطار سيظل صديقا عزيزا لديه وهو من جمعته به ظروف قاسية وصعبة ولحظات جميلة، والإختلافات التي يرغب البعض النفخ في رمادها بالتطرق في بعض العناوين الإعلامية عن غياب أحد خصوم وطار عن التظاهرة، أمر مرفوض بالنسبة إليه، وهو ما يعتبره الكاتب تنميقا يراد منه الخداع وليس تغيبا مقصودا. ويضيف واسيني، في السياق نفسه، أنه كان من بين من عايشوا قسوة المرض التي مر بها الراحل الطاهر وطار، والتي اختتمت بحرقة الموت والفقدان، وهي الفترة التي قال الكاتب في وقت سابق إنها سمحت له بالاقتراب أكثر من الراحل واستعادة ما كان بينهما من ود. ومن هذا المنطلق فهو يقول إنه يرفض لهذه الذاكرة أن يلطخها أي كان من أسماهم ب”المرتزقة الصغار أو محترفي قنص المناصب والمشي على البطون لدرجة الامحاء”. الجدير بالذكر أن الروائي واسيني الأعرج كان من بين الحاضرين الأوائل في تأبينية الراحل وطار بقصر الثقافة كما شارك في تشييع جثمانه، وألقى كلمة حول الراحل أبان من خلالها عن العلاقة الوطيدة التي جمعتها بغض النظر عن الخلافات التي اعترف واسيني في وقت سابق أن وطار كان السباق لإزالتها بعد أن هنأه بحصوله على جائزة الشيخ زايد في الآداب عام 2007 ، فكانت بذلك بداية لعودة المياه إلى مجاريها بين الكاتبين، والتي تدعمت أكثر بعد مرض عمي الطاهر وتنقله إلى باريس للعلاج؛ حيث كان واسيني يزوره يوميا رفقة زوجته الشاعرة زينب الأعوج وأولاده ، وهي الفترة التي يقول الكاتب أنها كانت فرصة لتجديد لغة الحوار بينهما والجلوس سوية على مائدة النقاش. أما على المستوى العائلي فقد دعاه أكثر من مرة إلى بيته في باريس، وهو من طالب بعد وفاته بإحياء ذكراه من خلال المواظبة على تنظيم ندوات ولقاءات للحديث عن أعماله ضمانا لاستمرارية تواجده الأدبي، كما تمنى أن تستكمل وزارة الثقافة المشروع الذي تبنته في إعادة كامل أعماله. و في الأخير أبدى واسيني الأعرج اندهاشه من الشعار الذي اختارت الجهة المنظمة أن تطلقه على الملتقى، وهو ”الطاهر وطار أيقونة الجزائر”، لأنه العنوان نفسه، وهو المصطلح الذي أطلقه قبل سنوات على عبد السلام العجيلي في إحدى مداخلاته في سوريا.