يؤكد المخرج جعفر قاسم في حواره مع TSAعربي، بأن مشكل السيناريو يظل النقطة السوداء المشتركة بين الأعمال الرمضانية التي تم عرضها هذا الموسم، مشيرا إلى تسرع ريم غزالي منتجة و مخرجة وبطلة سلسلة "بوقرون" في تقديمها لمضمون العمل التي اثار الكثير من الجدل إعلاميا و جماهيريا، كما أثنى جعفر قاسم على سلسلة "ّباب الدشرة" التي اعتبرها احسن عمل كوميديا تم اقتراحه على الجمهور. كما يعود مخرج عاشور العاشر لنكر علاقة لسلسته بالمشاكل التي واجهت قناة الشروق التي عرضت العمل خلال الموسم الرمضاني السابق مؤكدا بان مدير القناة اتصل به اكثر ليتعاون معه في عمل كوميدي جديد و هو ما لم يتمكن جعفر قاسم من تلبيته بسبب ارتباطه بإخراج اول فيلم سينمائي له تحت عنوان ""هيليوبوليس" بميزانية تقدر ب30 مليار دينار. غيابك هذا الموسم عن الشبكة البرامجية الرمضانية 2018، أحدث فراغا كبيرا لدى الجمهور، ما هو سبب هذا الغياب؟ غيابي خلال الموسم الرمضاني الجاري، مبرر لأنه كان بسبب انشغالي بتصوير أول عمل سينمائي من توقيعي، بعد انتهائي من مسلسل "عاشور العاشر" كان لابد لي من الانتقال للعمل على مشروعي السينمائي الحالي الذي خصصت له كل وقتي وكان من المستحيل أن اشتت نفسي في عملين قبل أن انتهي منه. كما أنني حريص على تقديم الأحسن دائما للجمهور من حيث الإخراج والنص..، الجمهور أصبح يطلب مني مستوى معين من العمل لا يمكنني ان انزل عنه، فأصبح الخطأ مع الجمهور غير مقبول. مع أنه في بعض الأحيان قد يمرر لي بعض الأخطاء، على غرار الخطاء الكبير الذي ارتكبته الموسم السابق في احدى الحلقات التي ظهر فيها الميكروفون على الشاشة ومع أنه خطأ تقني كبير إلا ان الجمهور مرره بل وهناك من قدم له قراءات أخرى. وهو ما يؤكد ثقة الجمهور في رؤية المجهور في شكل ومضمون عاشور العاشر. قيل بان "عاشور العاشر" كان السبب في مشاكل القناة التي عرض عليها خلال المواسم الرمضانية السابقة بسبب ما تضمنه من رسائل سياسية قوية، هل يمكن ان نقول أن اسمك اليوم مكتوب بالخط الأحمر لدى القنوات الخاصة؟ بالعكس، مدير قناة الشروق التي عرض عليها المسلسل، طلب مني عدة مرات هذه السنة لأقدم له عمل بنفس مستوى "عاشور العاشر"، لكنني لم أستطع الالتزام معه لأنني كنت مرتبط بالفيلم. وعليه أؤكد بان مسلسل "عاشور العاشر " خدم اسم جعفر قاسم كثيرا وهو مطلوب حاليا في كل القنوات. اما بالنسبة للمواضيع التي قدمناها فقد كانت بموافقة مدير القناة على السيناريو. كما اننا لم نقدم رسائلنا السياسية بشكل مبالغ فيه كان يمكن ان يشكل مشاكل للقناة بالعكس قدمنا المواضيع بشكل فني محترم رفع من شعبيتها ونسبة المشاهدة، بل اعطى للقناة مصداقية أكبر لدى الجزائريين. كما أن حلقات المسلسل لم تكن سياسية بحتة فكان منها ما هو موجه للحكومة على غرار حلقة "الديمقراطية" ومنها ما هو موجه للمجتمع على غرار حلقة "العنف ضد المرأة" وحلقة "الباك" التي لم تكن اتجاه نقد وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، لأنها حلقة تؤكد بانه رغم كل جهود الوزيرة جاء قرار الحاكم ليعطي الشهادة لكل الشعب. ثلاثة أعمال جزائرية قدمت خلال هذا الموسم نفس الرؤيا التي قدمها "عاشور العاشر"، بتقديم الكوميديا في قالب تاريخي ما رأيك في هذا التوجه، هل تعتبره تقليد؟ أعتقد بأن سلسلة "باب الدشرة" الذي تم تقديمه على قنوات التلفزيون العمومي الجزائر ي كان الاحسن، حتى وإن كان متوضعا في جرعة الكوميديا التي يقدمها، لكنه يحترم بناء العمل الفني من ناحية الإخراج والتصوير والحوار. في المقابل وجدت لسلسة "عنتر ولد شداد"، عمل جدا ضعيف وفارغ من ناحية النص لولا اعتماده على قوة الممثل "مروان قروابي"، في الارتجال ومحاولة غلق الفراغ الموجود في النص. واقولها بكل صراحة قروابي هو الذي انقض هذا العمل امام الجمهور. وعليه أؤكد بأن ضعف السيناريو كان نقطة الضعف المشتركة بين تلك الاعمال وعليه اعود وأقول لا بد من إعطاء الوقت المناسب للكتابة السيناريو لأنه أساس أي عمل فني ليبقى مجال الارتجال ضيق خلال التصوير. ما يساعد الممثل على الاعطاء بكل إرتياحية لأنه متكا على سيناريو واضح يجعل مسؤولياته تقتصر على قوته في تقديم الأداء وليس في شيء آخر. هل تعتبر بأن مسلسل "عاشور العاشر" يملك مقومات العرض على قنوات أجنبية؟ هو عمل يحترم عقل الجمهور، لأنه أحدث نقلة حقيقية في مجال الإنتاج الفني من حيث السيناريو والإخراج وحتى الديكورات والملابس، وبغض النظر عن اللغة الدارجة التي قدمت بها العمل، بصراحة لم يكن ليحرجني إطلاقا عرض العمل أمام القنوات العربية. هنا اشير أنه يمكننا أن نقدم أعمال متميزة إذا ما توفر لنا الوقت و لإمكانيات، لأنه ليس بإمكاننا العمل في ثلاثة أو أربعة اشهر قبل رمضان. ونقدم عمل متميز هذا مستحيل. فكتابة سيناريو "عاشور العاشر" مثلا، أخذت ثمانية أشهر في ورشة عمل جمعت ثمانية كتاب، وذلك لإيماننا بأن السيناريو هو القاعدة الأساسية لأي عمل فني. وهو ما تفتقده الأعمال الرمضانية التي تم تقديمها في هذا الموسم. كيف تقيّم ما تم تقديمه من أعمال كوميدية خلال الموسم الجاري؟ الجمهور هو الحكم الأول لأي عمل فني، وهو ما بات يظهر جليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعليه فعلى المخرج او المنتج ان يمارس النقد على نفسه، قبل تقديم اعماله، عليه احترام مدة الكتابة ووعليه ان يكون صارم في ورشة الكتابة أيضا، رغم ازمة كتاب السيناريو التي نعاني منها، خاصة في الكوميديا التي يشترط أن ترتبط بثقافة الجمهور. كما انني اشير هنا انني ضد فكرة المجيء بمخرجين أجانب للتقديم اعمال جزائرية، لانني اعتقد انه لو تم احاطة المخرج الجزائري بضروف عمل مناسبة لابد وان يقدم عمل متميز على غرار المخرج "وليد بن شبح" مخرج لسلسلة "باب الدشرة" كان متميزا. ريم غزالي أيضا على مستوى الإخراج قدمت عمل مقبول ويمكنها ان تقدمها ما هو أحسن لكنها في مشروعها "بوقرون" فقدت قدرتها على التحكم في خيوط العمل لانها كانت موزعة بين الإخراج والتمثيل واللانتاج وهو ربما ما جعلها تتسرع وتهمل محتوى العمل. ما رأيك في تبرير بعض المخرجين والممثلين لفشل أعمالهم في بلاطوهات القنوات التلفزيونية؟ بالنسبة لي من الحلقة الثالثة للعمل يمكن للجمهور أن يكوّن صورة كاملة ليحكم على العمل ان كان ناجحا او فاشل، وانا شخصيا انتقدت أيضا في بعض الخيارات، على غرار الجزء الثالث من سلسلة "الجمعي فاميلي" حين أخرجت العائلة من البيت الذي تعود عليه المشاهد إلى الخارج. لكن هناك فرق كبير بن الخطأ في المهنة والخطأ في الرؤيا. شخصيا اعتبر بان النقد ظاهرة صحية ومن حق الجمهور ان يمارسه على المخرج، لأن الجمهور لا يعرف المخرجين بشكل شخصي وإنما يعرف أعمالهم. تعمل حاليا على الرتوشات الأخيرة لعملك السينمائي الأول الذي سيكون من انتاج وزارة الثقافة، الى أي مرحلة وصل العمل؟ صورنا لحد الساعة 90 بالمائة من مشاهد الفيلم السينمائي التاريخي خيالي " يليوبوليس"، وهو عمل إسم بلدة "هيليوبوليس" الواقعة بولاية قالمة، ويجسد وقائع مجازر 8 ماي 1945. وتمتد احداث العمل في الفترة الممتدة مابين 1940 الى غاية 1945. وتم تصوير العمل في ولاية عين تموشنت بسبب ضياع الملامح الكولونيالية العمرانية من ولاية قالمة. مشروع العمل يندرج ضمن مشاريع خميسينية الاستقلال لكنني أردت ان اعطيه وقته واحترم وقت الكتابة التاي تم توقيعها من قبل ثلاث كتاب. اما البطولة فقد عادت لكل من عزيز بوكروني و مهدي رمضاني و سهيلة معلم و نصر الدين جودي وفريمهدي ..إلى جانب عدد من الممثلين الفرنسين. العمل سيكون جاهز نهاية 2018 او بداية 2019. فيما وصلت ميزانية العمل 30مليار سنتيم .