أكدت وزارة الصحة و السكان و اصلاح المستشفيات أول أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي الذي ينظم هذه السنة تحت شعار " الكشف و العلاج من أجل القضاء على التهاب الكبد الفيروسي" على "ضرورة التحلي " باليقظة في مجال مكافحة داء التهاب الكبد الفيروسي من خلال الاستثمار خاصة في مجال الوقاية و الكشف. في مداخلة له أكد البروفيسور محمد الحاج ممثل الوزارة أنه "يجب التحلي باليقظة حيث تم لهذا الغرض وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي من خلال اشراك جميع الفاعلين لاسيما المجتمع المدني حيث ترتكز هذه الاستراتيجية على الوقاية و الكشف و علاج المرضى و مرافقتهم".كما صرح المتدخل أن التهاب الكبد الفيروسي يشكل " مشكلا حقيقيا للصحة العمومية" في العالم و "رغم التقدم العلمي المحقق فان الوقاية و مكافحة هذه الأمراض يبقيان تحديا حقيقا لمنظوماتنا الصحية".و في الجزائر المصنفة كبلد يتميز بنسبة معتدلة في الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ب و س فان هذه الأمراض ظهرت بشكل بارز خلال التسعينيات على حد قوله. و حسب البروفيسور الحاج فان تطور الوضع الوبائي يظهر أن "عدد الحالات الجديدة بالإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ب المسجلة كل سنة تراوح ما بين 1300 و 1500 ما بين 2010 الى 2014 ليبلغ 3533 حالة مشخصة في 2018 أي بمعدل 36ر8 حالة لكل 100000 نسمة حيث مس الفئة العمرية 20-44 سنة".و بالنسبة لهذا الداء من صنف س فان العدد المسجل كل سنة تراوح ما بن 500 الى 600 حالة ليبلغ 1138 حالة في 2018 أي بمعدل 69ر2 حالة لكل 100000 نسمة من بينهم 6ر40 بالمئة تم تشخيص حالتهم لدى الفئة العمرية 45-64 سنة".و عليه فان مكافحة هذا الداء "تبقى أولوية وطنية" حسب قوله مضيفا أن هذا اليوم يشكل "مناسبة للتأكيد على النجاح المحقق في مجال الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي و مكافحته و الالتزام أكثر في مجال متابعة الكشف و التكفل بهدف القضاء عليه ببلدنا".و في مجال الوقاية, يتجسد عمل الحكومة في تكثيف نشاطات الوقاية التي يتم القيام بها على المستوى الوطني لاسيما " التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي الذي أصبح اجباريا في رزنامة التلقيح الخاصة بالطفل منذ 2003 و ادراج التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي ب مجانا بالنسبة لمهني قطاع الصحة منذ 2013 و ترقية الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي ب و س".كما خصت هذه الأعمال ايضا " ضمان تأمين نقل الدم بفضل تطبيق برنامج واسع يقوم على المراقبة الألية و الضرورية لكل تبرع بالدم و تعزيز اجراءات النظافة على مستوى المؤسسات الصحية و مضاعفة الأعمال التحسيسية" حسب المتدخل. و فيما يتعلق بالمعالجة و العلاج و الدعم تجسدت الأعمال في "تدعيم التكفل بداء التهاب الكبد الفيروسي من خلال توفير الوسائل البشرية و المادية على مستوى الولايات ال48 و اعداد دليل حول التكفل بالعلاج و توفير الأدوية الضرورية و لامركزية التكفل بهذا المرض و تطوير التربية العلاجية للمرضى مع الاشراك الفعلي للمجتمع المدني", يقول ذات المسؤول. من جهة أخرى, أكد البروفيسور الحاج أن "جميع الأعمال يتم القيام بها بهدف الجعل من الاستفادة من الوقاية و الكشف و العلاج حقا يضمنه القانون حيث شكل محور تعليمات و توجيهات وزارية" بهدف بلوغ هدف القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول سنة 2030 مثلما حددته المنظمة العالمية للصحة.