قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر في مشاوراته، تنفيذ عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة ردا على عملية للمقاومة الفلسطينية أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي عند حدود غزة الثلاثاء الماضي. وأفادت صحيفة هآرتس أن القرار بهذا الصدد اتخذ خلال المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت الليلة الماضية مع وزيري الدفاع إيهود باراك والخارجية تسيبي ليفني. وأوضحت الصحيفة أن العمليات العسكرية الجديدة ستكون محددة الأهداف ضد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغيرها من الفصائل الفلسطينية في غزة ردا على مقتل الجندي الإسرائيلي في تفجير بمنطقة كيسوفيم. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل ستقوم بخطوات هجومية أخرى في الموعد الذي تراه مناسبا وفقا للاعتبارات العملية.من جانبها أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن أولمرت قال خلال اجتماع أمس إنه يريد توجيه ضربة شديدة و"غير تناسبية" في قطاع غزة ردًّا على الهجوم الفلسطيني في كيسوفيم. ونقلت الصحيفة عن أولمرت قوله إنه يحظر على الجيش الإسرائيلي الدخول في حرب استنزاف لكن إذا دعت الحاجة فإن على الجيش الدخول في حرب أخرى في القطاع. وكان القادة الإسرائيليون قد توعدوا بالرد بقوة على مقتل الجندي الإسرائيلي وعلى إطلاق صاروخين من القطاع. وقال نشطاء فلسطينيون إن إطلاق الصاروخين جاء ردا على قتل الاحتلال ثلاثة فلسطينيين منذ بدء سريان وقف النار. على صعيد آخر أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد مواطنين بينهما طفلة بالمستشفى المصري الذي كانا يتعالجان فيه، متأثرين بجروح أصيبا بها في العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.وأوضحت تلك المصادر أن "الطفلة سندس سعيد أبو سلطان (4 أعوام) استشهدت متأثرة بجروحها في مستشفى البنك الأهلي (القطامية) إثر معاناتها من إصابة بالغة في الرأس خلال العدوان الإسرائيلي على غزة".وأضافت أن "الشاب أدهم خميس من سكان غزة استشهد في المستشفى ذاته متأثرا بجروح خطيرة كان قد أصيب بها في قصف إسرائيلي قبل أكثر من أسبوعين".وكانت طائرات إسرائيلية قد شنت أمس الخميس غارات على منطقة الحدود بين القطاع ومصر، في حين أطلقت المقاومة صواريخ على مدن جنوب إسرائيل. وأصيب بالغارات ثمانية فلسطينيين هم اثنان من عناصر كتائب القسام وستة طلاب.وأفاد مراسل الجزيرة أن العنصرين استهدفا بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية على دراجة نارية قبالة مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتزامن ذلك مع ساعة خروج الطلاب من مدارسهم.وكانت غارات سابقة قد تركزت على الحدود بين القطاع ومصر، وتزامنت مع قصف إسرائيلي بحري لشواطئ غزة. وقد أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها ردت بقصف صاروخي على النقب الغربي.وفي غزة تظاهر أكاديميون وإعلاميون فلسطينيون مطالبين بطرد مراسلين أجانب من مكتب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في قطاع غزة ومقاطعتها "بسبب تحيزها الواضح إلى الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على غزة".وضمن تداعيات العدوان على غزة قالت سفيرة واشنطن لدى منظمة الأم المتحدة إنه يتعين على إسرائيل أن تحقق في اتهامات بأن جيشها انتهك القانون الدولي أثناء حربه على قطاع غزة. وأضافت سوزان رايس في أول كلمة لها أمام مجلس الأمن الدولي"نتوقع أن تفي إسرائيل بالتزاماتها الدولية لإجراء تحقيق، ونناشد أيضا جميع أعضاء المجتمع الدولي الامتناع عن تسييس هذه القضايا المهمة". لكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن حماس انتهكت القانون الدولي "من خلال هجماتها الصاروخية على المدنيين الإسرائيليين بجنوب إسرائيل واستخدام منشآت مدنية لتقديم حماية لهجماتها الإرهابية". يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر نحو ثلاثة أسابيع ابتداء من 27 ديسمبر الماضي خلف أكثر من 1300 شهيد وأكثر من خمسة آلاف مصاب