شكل الخوف من الحمائية محور المناقشات في دافوس بسويسرا حيث حاول وزراء الاقتصاد أول أمس إعادة المناقشات حول تحرير المبادلات التجارية إلى مسارها الصحيح.وشهد المنتدى الاقتصادي العالمي نداءات عدة للتنبه من ردة الفعل الحمائية للأسواق المحلية في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية. إلا انه بالنسبة للكثيرين فان ردة الفعل هذه قد بدأت بالفعل. وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة المصري رشيد محمد رشيد في ختام الاجتماع أن الحمائية قد بدأت بالفعل وستستمر. وأكد مدير منظمة التجارة العالمية باسكال لامي انه رصد العديد من النقاط الحمراء في مراقبة السياسات التجارية. وأوضح أن المسؤولين يخضعون لضغوط سياسية داخلية وما يسمعونه في دولهم هو أن التجارة يجب أن ترمى في سلة المهملات. وأضاف أن ذلك مدعاة قلق بالنسبة إليهم وبالنسبة الي. وتنتقد منظمة التجارة العالمية عدة دول لعدم فتحها أسواقها بشكل كاف. لكن خطة واشنطن للإنقاذ الاقتصادي التي شملت حماية صناعة الصلب الأميركية عززت في دافوس المخاوف من تراجع التجارة العالمية. وأشار وزير الاقتصاد الكوري الجنوبي كيم جونغ-هون إلى أن حوالي عشرين وزيرا اتفقوا على تفعيل الرقابة على السياسات الاقتصادية للدول ال153 الأعضاء في منظمة التجارة لمكافحة الحمائية التي تعتبر ضارة على المدى البعيد. والتزم لامي بالبقاء يقظا. إلا أن ذلك لن يكون كافيا بالنسبة للدول التي تعتمد شتى أنواع العوائق غير الجمركية مثل المعايير وشهادات المنشأ... حتى لحماية صناعاتها. وبالنسبة لوزراء الاقتصاد فان العقبة الوحيدة للتبادل الحر تبقى تنفيذ دورة الدوحة التي تراوح مكانها منذ أكثر من سبع سنوات والتي تفرض فتح الحدود التجارية. وأكد الوزراء السبت أن التجارة ليست جزءا من المشكلة بل جزء من الحل. وفي تحرك قامت به اقترحت سويسرا منظمة المؤتمر اجتماعا وزاريا لمنظمة التجارة العالمية قبل الموعد المنتظر لمجموعة العشرين التي تضم الدول الاقتصادية الأكبر والذي ينطلق بداية أفريل في لندن. ويكمن الطرح السويسري في أدراج دورة الدوحة في برنامج المناقشات حول النهوض بالاقتصاد العالمي. وكانت قمة العشرين الأخيرة أدت إلى المطالبة بتعليق النقاط الأساسية لدورة الدوحة حتى نهاية 2008. إلا أن حسن نية المشاركين لم يترجم إلى أفعال ملموسة في غياب موقف واضح للولايات المتحدة المشلولة في الفترة الانتقالية بين إدارتين. وتمثلت واشنطن في المؤتمر على مستوى سفيرها لدى المنظمة. وكان وزراء الاقتصاد الحاضرون نشروا إعلانا مشتركا اعتبروا فيه أن التقدم الكبير الذي تحقق في 2008 يشكل قاعدة صلبة لقرار سريع حول الاختلافات المتبقية في 2009. ويشكل ذلك فرصة لتجسيد أمل لا ينفك يؤجل عاما بعد عام. وطمأن احد كبار المدافعين عن هذا الاتفاق سيلسيو اموريم ان هناك التزاما قويا من الجميع.وفي شتى الأحوال فان شيئا لن يحصل قبل الصيف بعد انتهاء الانتخابات النيابية في الهند وبعد تثبيت الإدارة الأميركية لنفسها