انطلقت صباح أمس بقطر فعاليات «منتدى الدوحة العاشر» حول الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة، والذي يعقد للمرة العاشرة تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر خلال الفترة من 31 ماي الى 3 جوان 2010 بمدينة الدوحة. يشارك في المنتدى عدد من الزعماء وكبار الشخصيات السياسية والبرلمانيين وصناع القرار ورجال الأعمال والأكادميين والإعلاميين والمستقلين وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدني من أقطار العالم. تدور مناقشات منتدى الدوحة حول معالم استراتيجية في عالم متعدد الأقطاب، حيث يتضمن جدول الأعمال عدة موضوعات أبرزها تقاسم النفوذ العالمي، أم خلق مجتمع العدالة للجميع والتحديات السياسية والاقتصادية لإعادة تشكيل التعاون العالمي وموقع القطب العربي في جغرافيا العالم المتعدد القطبية والعلاقات بين المجموعات القطبية وبناء التحالفات، وموقف الدول العظمى من تقاسم النفوذ، كما يناقش المشاركون في المنتدى قضايا تتعلق بالاعلام العابر للقارات: نحو فضاء أكثر انفتاحا وتأثيرا ويناقش المنتدى كذلك قضية الرأي العام المتفاعل مع الفضائيات والانظمة الطاغية ومواجهة الاعلام الفضائي وضمان حرية الاعلام في وسط الحروب الاعلامية. وفي محور الاقتصاد يشهد المنتدى مناقشات مستفيضة نحو اقتصاد متزن تحدث فيها عدد من الخبراء حول الأوضاع الاقتصادية العالمية، منها دور الدوحة في تنظيم الاقتصاد الوطني في ضوء أزمة الأسواق المالية، والاقتصاد الريعي العربي، هل يمكن أن يتحول الى إقتصاد عالمي ودور الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص في ظل الأزمة المالية وإعادة تنظيم التمويل والقوانين الحاكمة. وفي محور التجارة الحرة يناقش المشاركون في المنتدى هذه القضية تحت عنوان: «التجارة الحرة بين الاندفاع والتردد» ويناقش الخبراء في هذا المحور عددا من أوراق العمل حول اتفاقية التجارة العالمية: ايجابيات وسلبيات الانضمام إليها، والآثار التطبيقية لاتفاقيات التجارة على الدول العربية وما الذي يريده العرب من اتفاقيات التجارة الحرة ومستقبل التجارة في ظل الأزمة المالية. وفي محور التنمية، يناقش الخبراء، قضية المشاريع الكبرى والصغرى، وتدور المداخلات حول مشاريع التنمية الدولية بين إصلاح البنية التحتية ومعالجة الفقر والتنمية في أمريكا اللاتينية وآسيا والصين: دروس للعالم العربي والنهضة التنموية في الغرب هل هي قابلة للتداول؟ وأسباب النجاح والفشل في التجارب التنموية العربية وأي مشاريع التنمية أكثر تأثيرا، كبيرة الحجم أم الصغيرة؟ وفي محور الديمقراطية يناقش المنتدى سبل تعزيز الزخم العالمي حول الديمقراطية، وترتكز التدخلات والمناقشات حول البنية التحتية الضرورية في الأركان الخمسة للعالم والوطن العربي، وفرضية نظام القوة أم فرضية الحاجة والاقتناع والتمويل والمؤسسة ودور المنظمات الدولية والعلاقة بين قضايا الحرب والسلام والديمقراطية، وقضايا الأمن الانساني والتداخل بين الاقتصاد والأمن والسياسة. ويتضمن جدول أعمال المنتدى قضية حقوق الإنسان حيث يناقش المشاركون هذه القضية من خلال عدة محاور جديدة تدور حول تقارير حقوق الانسان الاقليمية والدولية، وحقوق الانسان: التقدم والتراجع في ظل عالم متعدد الأقطاب، كما يناقشون سلطة القانون والحكومة العالمية، حيث ترتكز التدخلات حول القانون الدولي والأنظمة المتسلطة ومبدأ المسؤولية في الحماية الدولية والحكومة في القرن الحادي والعشرين والمسؤولية الدولية وحكم القانون. المتدخلون في اليوم الأول من أشغال المنتدى أجمعوا على أن الفقر والتغيرات المناخية وصراع الحضارات (...) قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، يمكنها أن تتسبب في انتشار الكثير من الدول والجزر، وهو ما سيترتب عنه مشاكل خطيرة للمجتمع الدولي قد يعجز على مواجهتها. وعليه، يقترح المتدخلون إبطال مفعول هذه «القنابل» من الآن، عن طريق إيجاد الحلول الملائمة للمشاكل التي تتخبط فيها البشرية اليوم واقرار السلم والأمن في العالم والقضاء على جيوب الفقر والبؤس والاقصاء والتهميش عن طريق الحوار والتشاور بين الأمم ونشر الوئام بين الشعوب في جميع أنحاء المعمورة. وفي موازاة ''منتدى الدوحة العاشر''، انطلقت فعاليات مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، والذي يتعرض لقضايا أمن الطاقة والتحديات السياسية والاقتصادية لإعادة تشكيل التعاون العالمي وموقع القطب العربي في جغرافيا العالم المتعدد القطبية والأزمة المالية ومستقبل الاقتصاد العالمي والنظام المالي بالتركيز على آثارها على منطقة الخليج والإقليم والوضع الراهن للطاقة وأهمية صناعة الغاز للشرق الأوسط. هذان الحدثان جعلا من الدوحة هذه الأيام قبلة للمهتمين والمتتبعين لما يجري في العالم من أحداث وتطورات ومفاجآت لم تكن متوقعة في «أجندة» الخبراء وصناع القرار في العالم، ويشارك في الحدثين السالف ذكرهما آلاف الشخصيات السياسية والاقتصادية وأساتذة الجامعات من بينهم جزائريون.. وسنعود الى الموضوع بتفاصيل أكثر في الأعداد المقبلة.