شكلت الطبعة الخامسة لجامعة الندوة الدائمة للسمعي البصري الأورومتوسطي (كوبيام) بتاغيت فرصة لجمع فرقتين فنيتين من ثقافة و لغة مختلفتين خلال سهرة موسيقية كرست لإبراز ثراء الحوض المتوسط. و في إطار جولة في الجزائر خصصت "لأغاني الورود و الزيتون" أطربت الفرقة الكتالانية التي قدمت من البيرينيه الفرنسية الشرقية المشاركين في الجامعة و كذا جمهور تاغيت بمقاطع شعرية و أخرى موسيقية مستمدة من التراث الثقافي الكتالاني. و أنبهر الجمهور بمقاطع تتغنى بالحرية و الأصالة بمختلف الآلات الموسيقية المستعملة بالحوض المتوسط على سبيل "الغيطة" الجزائرية و هي عبارة عن بوق من النحاس تنبعث منه إيقاعات خفيفة . وقرأ فنان من نفس الفرقة قصة تحت عنوان "الريح و وردة الرمال" يروي الشاعر من خلالها قصة حب بين الرياح و حجر الصحراء الذي يزين بيوت العديد من الجزائريين و غيرهم. كما تميزت السهرة بعرض قدمته فرقة قصر تاغيت الكبير المتميزة بأدائها لنوع القناوي الذي تجاوز صيته حدود الجزائر. و تجاوب الجمهور مع الأغاني التي أدتها هذه الفرقة من خلال الجمع بين الشعر الملحون و عبارات شاعرية مرفوقة بآلات موسيقية تقليدية مثل القمبري و الطبل والقرقابو. يستمد القناوي الذي فرض نفسه في أوساط الشباب اصوله من منطقة الساورة و خاصة القنادسة. و تواصل التبادل الثقافي حيث اختلطت الفرقتين لتؤديا مقاطع موسيقية امتزجت فيها آلات من المنطقتين.