حذر المختصون الأفارقة في أمراض الجلد من انتشار ظاهرة تبييض البشرة بعدة بلدان بالقارة السمراء حسب ما أكده أول أمس بالجزائر العاصمة مختصون في أمراض الجلد والبشرة. وأكد الدكتور نكول أيتال مختص كامروني في الأمراض الجلدية والبشرة والذي شارك في المؤتمر ال 27 للمختصين الفرنكوفونيين في أمراض الجلد المنعقد بين 11 و14 فيفري الجاري أن " ظاهرة تبييض البشرة تمس نسبة 20 بالمائة من السكان الكامرونيين معظمهم من النساء والشباب ". و تنتشر هذه الظاهرة -كما أوضح المختص الكامروني- بالمدن الكبرى وتبلغ تكلفتها 50 اورو شهريا وتتطلب العملية مدة طويلة دون تحقيق نتائج مرجوة . وقال المختص ذاته أن "هذه الظاهرة تؤدي إلى عدة أخطار في الوجه وأماكن أخرى في الجسم التي يريد الشخص تبييضها نتيجة هذه المواد المستعملة التي لاتخضع للمراقبة الصيدلانية". وحسب نفس المختص فإن " مخابر غير مؤهلة قانونيا تقوم بتحضير خليط يجهل تماما مكوناته والتي تتسب في غالب الأحيان في إحداث أثار جانبية خطيرة تؤدي في العديد من الحالات إلى إصابة البشرة بالسرطان ". كما أشار المختص إلى وجود شبكة من صيادلة الشوارع تعمل بطريقة منظمة فيما بينها ولاقت ترحيبا واسعا بين المواطنين من خلال الترويج لها عن طريق الشارع. أما فيما يتعلق بالطب التجميلي قال أن النساء الأفريقيات " يهتمن بوضع الأظافر و تجميل البشرة رغم نقص مواد التجميل المناسبة للبشرة السوداء". وأشار من جهة أخرى الأستاذ نيامبا باسكال مختص بوركي نابي في الأمراض الجلدية إلى أن "انتشار تبييض البشرة ببوركينا فاسو راجع إلى الأسعار المطبقة بالسوق الموازية". ويرى نفس المختص أن "العديد من هذه المستحضرات خطيرة على البشرة وتتسبب في عدة أنواع من الحساسية والأمراض التي يصعب معالجتها بالإضافة إلى السرطان. كما تؤدي المستحضرات المطبقة في تبييض الوجه-حسب نفس المختص - إلى هشاشة البشرة والجلد وما يزيد في الطين بلة هو تعرض الشخص إلى أشعة الشمس التي تتسبب بدورها في تدمير خلايا الجلد . كما أشار المختصان إلى عدة أمراض جلدية أخرى تنتشر بالقارة الأفريقية بعضها مرتبط بالمحيط والنظافة مثل الليشمانيوز والأمراض الجرثومية والمعدية وأخرى جينية أو خاصة بالقارة مثل أمراض المعدة . وحسب المختصين فإن العديد من الأمراض الجلدية متواجدة بالقارة السمراء منذ قرون ولازالت تفتك بها لقلة إمكانيات التكفل بها وتأتي الأمراض الجلدية بالقارة الأفريقية -حسب المختصين- في المرتبة الرابعة لغرض المعاينة الطبية . وثمن المختصان مشاركة بعض الدول الإفريقية بالمؤتمر ال 27 للمختصين الفرنكوفيين في الأمراض الجلدية لتبادل المعارف والاستفادة من تجارب الدول المغاربية والأوروبية المشاركة في هذا اللقاء العلمي .