احتضن ولاية غرداية إبتداء من أمس الإثنين و لمدة ثلاثة أيام ملتقى دوليا يتناول آثار النقل على البيئة سيما في دول الجنوب. و ينظم الملتقى الدولي تحت شعار "البيئة و النقل في سياقات مختلفة" بالشراكة بين المدرسة الوطنية متعددة التقنيات و جامعة سعد دحلب (البليدة) و المعهد الوطني للبحث حول وسائل النقل و أمنها (فرنسا) و هيئة التعاون الأوروبي للبحث العلمي و التقني. و ذكر المنظمون أن قطاع النقل يواجه في الدول النامية والناشئة عدة مشاكل تتعلق بنموه المطرد و طرق تسييره و كذا آثاره على البيئة. كما أشار المنظمون إلى أن "تدهور نوعية الهواء و الآثار الصحية على السكان و الآثار على المحيط و التكاليف الإقتصادية الناجمة عن ذلك يتطلب انتهاج تفكير على أعلى المستويات للتوفيق بين النقل و البيئة". و ذكر المنظمون أنه "من منظور التغيرات المناخية فحسب يبقى قطاع النقل في بلدان الجنوب المسؤول على إنبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري" مضيفين أن "هذه الدول معرضة بشكل كبير للتغيرات المناخية" و لكن "الحاجة إلى النقل تعتبر عنصرا أساسيا لتطورها". و إستنادا إلى هذه الخلاصة أشار المنظمون إلى أن هذا الملتقى "الذي يولي إهتماما كبيرا إلى إشكالية البيئة التي يطرحها قطاع النقل في مختلف الفضاءات مع التركيز على دول الجنوب" يهدف إلى "خلق منتدى للتبادل و التشاور بين الباحثين من مختلف المناطق و تثمين الخبرات من خلال التبادل شمال-جنوب و جنوب-جنوب".و من بين تطلعات هذا الملتقى الدولي ترد "المساهمة في إعداد تقييم لما تم التوصل إليه من معارف علمية في دول الجنوب و تطوير تنسيق جهود الباحثين في غطار شبكات و التعاون العلمي الدولي و دراسة السبل من أجل إيجاد حلول تتلاءم مع سياق الدول النامية".كما يشكل هذا المنتدى "فضاء ملائما لمباشرة تحسيس جميع الفاعلين في قطاع النقل في الدول النامية بمشاكل تلوث الجو و البيئة و بعث تعاون بين الشمال و الجنوب في هذا القطاع من أجل تكييف التكنولوجيات و المهارات القابلة للتحويل". هذا و أشار المنظمون إلى أن "إشراك أفراد الأسرة العلمية الجزائرية و تلك المنتمية إلى بلدان حوض المتوسط و أمريكا و آسيا و إفريقيا سيشكل دعما أكيدا لبعض المعارف العلمية من أجل فهم أمثل للظاهرة على الصعيد الدولي من أجل تحديد المحاور الرئيسية للبحث علاوة على وضع في متناول أصحاب القرار و مسيري البيئة أدوات تساعدهم على إتخاذ القرارات".