اجمع المتتبعون للشأن السياسي في الجزائر من مفكرين وإعلاميين على أن الحياة السياسية في البلاد مازالت غير ناضجة أو مكتملة النمو والانتخابات التي عمرها 20 سنة فقط لم تأخذ شكلها الصحيح وبالتالي فان التجربة قصيرة ولم يحضر لها بالشكل المطلوب ،وقالوا أن الشعب لا يعيش حالة انفصال عن السياسة لان وسائل التعبير اختلفت .و ذلك خلال حصة إذاعية بثتها القناة الأولى صباح أمس حيث ركز المجتمعون على أن الاهتمام بالسياسة ليس بالضرورة فقط من جانبها الرسمي بل هناك جوانب أخرى من خلال أشكال الاحتجاج وحتى العزوف حيث توجد بدائل تعوض العمل السياسي، وعليه فالمجتمع المدني لم يجد نفسه في فراغ، لما ابتعد عن العمل السياسي لأننا إمام حركية سياسية جديدة وأشكال تعبير وتمثيل جديدة للمشاركة الانتخابية التي هي تعبير سياسي مرن يتكيف بسرعة أكثر ،فلم يعد واردا للأجيال الجديدة العمل بالشكل القديم الذي عفا عليه الزمن و الحياة السياسية الحالية لا تعكس العقليات الحقيقية والمجتمع الناجح هو الذي يسمح بهذه الظواهر ويحتويها لأنها تعكس الحيوية أو الحركية ثم يعكسها هو بالعمل . فيما رد المتحدثون أسباب الجمود والعزوف الى القول ان نشأة الأحزاب غير سوية والتعددية الحزبية لم تكتمل بعد لأننا عشنا خصوصية عميقة- الإرهاب- أثرت وتبقي تؤثر الى الآن فهناك خوف من الانتخابات كما انتقدوا الأحزاب التي تنادي بالتداول على السلطة وهي لم تغير قياداتها منذ20 عام أو أكثر وقالوا ان المواطن المطلوب لديهم هو الذي لا رأي له ويصفق فقط ....ومن يدخل في هذه التشكيلات يجد نفسه مع زعيم لايريد ان يناقش و"يفبرك" المؤتمرات . حتى ان الجمعيات والأحزاب تعرف" بأسمائهم "وتلك حالة مرضية يجب تجاوزها والاجدي بهؤلاء ان يطلبوا التداول على السلطة داخل الأحزاب بطريقة مشروعة وشفافة خدمة للتغيير السياسي الذي يجب ان يشمل كل الذهنيات .كما سادت مؤخرا بعض الاعتقادات لدي العوام من الناس مثل لماذا أشارك في أحزاب واعرف أنها ليس في مقدورها الوصول الى السلطة وكأننا أمام حتمية مطلقة وبالتالي فما لا يجب ان يكون هو ان يقتنع الناس انه لا ضرورة للأحزاب ويشككون في فاعليتها لان دخول الحزب يكون لعدة اعتبارات أهمها للاقتناع انه يمكن ان نغير لأنه وسيلة ترقية فعلية للديمقراطية وبالتالي فالتحدي في الجزائر هو إعادة الاعتبار للعمل الحزبي كما قال الدكتور "جابي "كما قالوا انه هناك فئات واسعة لا تهتم بالعمل السياسي مثل المرأة التي خرجت الى مختلف الميادين وتكون أكثر تأهيلا واستقرارا فيها ولكن يبقى حضورها شكلي وهامشي وحتى ضعيف .