شكل البعد الروحي للمقاومة الشعبية الجزائرية موضوعا لمحاضرة نشطها الدكتور تلمساني بن يوسف عن إتحاد المؤرخين الجزائريين ضمن فعاليات معروف سيد أحمد الرقيبي بولاية تندوف في طبعته الخامسة. وركز المحاضر الذي يمثل عضو المجلس العلمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ الحركة الوطنية على عراقة تاريخ الجزائر مشيرا إلى أن فرنسا "حاولت طمس تاريخ وحضارة الشعب الجزائري غير ان علماء الجزائر من أمثال الشيخ المحتفل به قاموا بتفنيد هذه الأكاذيب الباطلة". وأكد على أن تخليد الشيخ سيد أحمد الرقيبي يمثل رمزا حقيقيا لجذور الثقافة الشعبية الجزائرية التي تشكل بدورها إمتدادا للمقاومة ضد المستعمر الفرنسي مذكرا بأنه "لا يوجد شعب في العالم قام بثورة متعددة على غرار الشعب الجزائري" مستشهدا بمختلف المقاومات الشعبية للأمير عبد القادر و المقراني وغيرهم طيلة 70 سنة من المقاومة بالسلاح. وقال الدكتور بن يوسف بأن الجزائر قدمت في الفترة الممتدة مابين 1830إلى غاية 1900 حوالي أربعة ملايين ونصف المليون من الشهداء وتشير دراسات أخرى -حسب المحاضر- إلى أن العدد تجاوز الثمانية ملايين من الشهداء . وقال بأن هذا "المعروف يشكل محطة هامة لتكريم مناقب الولي الصالح الشيخ سيد أحمد الرقيبي وإقرارا بجهاده وذوده عن الدين والمعروف عند أهل المنطقة أصبح عادة حميدة يهب الجميع لإقامتها ودافعهم في ذلك إيمانهم بأبعاده الإصلاحية والمتمثلة في إصلاح ذات البين ورفض المفاسد". وأشاد بدور هذه الفضاءات في ترسيخ مبدأ التكافل الإجتماعي الذي سبق لها وأن قامت به لدعم الثورة الجزائرية المظفرة وهو المبدأ الذي تجسده الجزائر في دعمها لقضايا التحرر في العالم . للإشارة أن هذه المحاضرة التي إحتضنتها إحدى الخيم المقامة بالمناسبة شهدت حضورا مكثفا للطلبة والمهتمين بتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية واعقبت بمناقشات ثرية.