قالت الولاياتالمتحدة إنها تراجع علاقاتها بمدغشقر حيث انتزع عمدة العاصمة أنتاناريفو المعزول أندري راجولينا (34 عاما) السلطة من الرئيس مارك رافالومانانا، بعد شهرين من الصراع بين أنصارهما أوقع 135 قتيلا على الأقل.ووصفت الخارجية الأميركية عزل رافالومانانا "بالانتقال غير الديمقراطي للسلطة" لكنها لم تحدد ما إذا كانت مراجعة العلاقات ستعني قطع مساعدات بملايين الدولارات تقدم سنويا إلى مدغشقر.وفي جوهانسبورغ قالت مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية (سادك)، التي تضم 15 بلدا بينها مدغشقر، إنها "لن ولا تستطيع الاعتراف براجولينا" لأن "تعيينه لا ينتهك فقط دستور مدغشقر ومبادئ الديمقراطية لكن ينتهك أيضا المبادئ الأساسية ومعاهدة المجموعة ولوائح الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة".وحثت المجموعة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي على المضي حذوها والضغط "لتعود البلاد إلي الحكم الديمقراطي والدستوري في أقصر وقت ممكن".وجدد كابينغا باندي وزير خارجية زامبيا، الدولة العضو في (سادك)، دعوته إلى تجميد عضوية مدغشقر في الاتحاد الأفريقي وفي التكتل الإقليمي، في وقت يلتئم فيه مجلس السلام والأمن الأفريقي لصياغة رد.أوروبيا أعلنت النرويج أن مساعدة زراعية سنوية لمدغشقر بقيمة 13 مليون دولار ما تزال مجمدة، لكن فرنسا الدولة المستعمرة سابقا أرسلت في خطوة لافتة سفيرا جديدا إلى أنتاناريفو التقى فور وصوله الرئيس المؤقت الجديد، علما أن سفيرها السابق غادر مدغشقر في سبتمبر الماضي.وبدأ راجولينا عهده بإجراءات لمحاصرة المؤسسات والشخصيات الموالية لسلفه وطلب محاكمته، وأمر بتجميد البرلمان وفرض حظرا على سفر وزراء الحكومة السابقة.وقال متحدث باسم الحكومة الجديدة إنها قررت إنشاء هيئات انتقالية لمدة 24 شهرا تدير البلاد باتجاه الديمقراطية.وعين الرئيس الجديد وزيرا للاتصالات وينتظر أن يعين 12 وزيرا بينهم وزير جديد للدفاع. وألغى راجولينا، الذي أقرته المحكمة الدستورية رئيسا بعد أن سلم رافالومانانا السلطة إلى جيش، مشروعا لشركة دايو الكورية الجنوبية يسمح لها باستثمار مساحات زراعية تعادل نصف مساحة بلجيكا، وهو مشروع أقره سلفه الذي ما زال متواريا عن الأنظار. وينص الدستور على أن يكون الرئيس أكمل الأربعين عند اختياره، وعند خلو منصبه يتولاه مؤقتا رئيس مجلس الشيوخ على أن يدعو إلى انتخابات رئاسية في شهرين.وتعهد راجولينا أول أمس أمام أنصاره بإطلاق السجناء السياسيين من كافة الأطياف، وتوجه إلى سكان الجزيرة (20 مليون نسمة) الذين يعانون ضغوطا كبيرة، قائلا إن سفينة محملة بالأرز وزيت الطعام في طريقها إليهم، ويتوقع وصول المزيد.ووعد بتخفيض أسعار المواد الغذائية في الجزيرة التي يعيش ثلثا سكانها على دولارين يوميا، وببيع طائرة الرئيس السابق التي كلفت الخزينة ستين مليون دولار، وبإقامة مستشفيات بعشر قيمتها.