تشارك الجزائر بقوة في صالون السياحة "العالم في باريس" الذي افتتح أمس الخميس بالعاصمة الفرنسية من خلال عدد كبير من العارضين و جناح متميز عن باقي أجنحة البلدان العارضة من حيث تصور الديكور. بالفعل يمكن لزائر الجناح الجزائري المفتوح من جوانبه الأربعة أن يرى من بعيد مجسم لواجهة منزل تقليدي مع جدران مطلية بالأبيض و "الزلايج" و الأقواس و حوض الماء المغطى بالخزف الأزرق و أشجار النخيل التي تذكرنا بالجنوب الكبير. كما زاد في جمال الديكور تلك المنتوجات التقليدية المتمثلة في الزرابي المنجزة من طرف تعاونية للنساء في غرداية و حقائب يدوية مصنوعة من الجلد و بابوجات و لوحات من النحاس المنقوش و أدوات فخارية متنوعة. و يجلب هذا الديكور اهتمام الزوار الذين يتوقفون لا محالة لاكتشاف المنتوجات رائعة الجمال المعروضة و أخذ توثيق غني حول مختلف المنتوجات و المحطات السياحية المقترحة. و أشار المدير العام للديوان الوطني للسياحة أحمد بوفارس في حديث لوأج إلى الجهد الذي بذل هذه السنة في مجال تصور ديكور جناح الجزائر. و أوضح أن صالون "العالم في باريس" صالونا مفتوحا للجمهور العريض و عليه أدخلنا لمسة خاصة لتصور ديكور جناحنا و كذا للنشاط الذي سيبرمج طيلة مدته. و قال بوفارس أن "الجزائر سجلت هذه السنة مشاركة قوية في مجالات عديدة تتمثل على وجه الخصوص في الفنادق و المركبات السياحية و وكالات الأسفار و حتى مشاركة حرفيين تنقلوا إلى باريس أو مثلهم متعاملون آخرون" مضيفا أن "هذه المشاركة القوية تفسر بكون فرنسا تعتبر بالنسبة لنا سوقا واعدة يقترح فيها متعاملونا منتوجات موجهة لمختلف فروعها".و عن سؤال حول العرض الجزائري أوضح المدير العام للديوان الوطني للسياحة أن "الجزائر تقترح منتوجات سياحية جلابة تبرز جمال جنوبنا الكبير و المحطات السياحية الأخرى المقترحة. و أضاف يقول "لم نقتحم بعد سياحة الجماهير إذ في البلدان الأخرى تحتل سياحة الاستجمام حصة الأسد في النشاط السياحي أي نسبة 80 بالمائة فينا يوزع الباقي على المنتوجات الشتوية مثل الإقامات القصيرة و المحطات السياحية و العلاج بحممات البحر الخ". و أعرب بوفارس عن قناعته بأنه "بفضل المنشآت التي توجد طور الانجاز على طول الساحل الوطني يمكننا أن نطمح في حصة هامة من السوق الجزائرية في مجال الاستجمام بحيث لا ينبغي أن ننسى أن الساحل الجزائري الذي يمتد على طول 1200 كلم و الذي ما يزال بكرا يمكنه أن يثير الاهتمام مستقبلا". و من جهة أخرى اعتبر المدير العام للديوان الوطني للسياحة أن مشاريع الفندقة لا سيما ذات الطراز المتوسط الجاري انجازها أو التي ستنجز ستساهم بشكل كبير في استقبال السياح. و أوضح يقول "تزخر البلد على منشآت قاعدية باذخة و لكن ينقصنا الطراز المتوسط. و عليه ينبغي تصور أهمية سلسلة الثلاثين فندقا من الطراز المتوسط التي أطلقها مجمع مهري بالشراكة مع آكور إذ من شأن ذلك تحفيز متعاملي الفندقة و تحسين مستوى و نوعية الخدمات". و من أجل تحسين قطاع السياحة أكد بوفارس أنه "ينبغي بذل المزيد من الجهوذ لتحسين خدمات الفندقة و الاطعام" مضيفا أنه ضروري زرع ثقافة المنافسة بالرغم من أنه يبقى بذل الجهود في مجال الاستقبال على مستوى أرضيات الموانئ و المطارات و تسليم التأشيرات و النقل البري للسياح و تحسين كل النشاطات ذات الصلة بالقطاع السياحي".