اختتمت مؤخرا الأيام الثقافية الجزائرية الأولى التي نظمت بباماكو من 20 الى 24 مارس، بحضور وزير الثقافة المالي السيد مختار محمد وسفير الجزائر بمالي السيد عبد الكريم غريب. في هذا الصدد أعرب الوزير المالي والسفير الجزائري اللذان كانا مرفوقين بالأمين العام لوزارة الثقافة السيد أولبصير اسماعيل عن ارتياحهما لسير هذه التظاهرة الثقافية التي ''أبرزت بشكل واضح أوجه التشابه بين البلدين اللذين تعود الروابط الأخوية بينهما الى زمن بعيد''. وقد لقي اداء الباليه الوطني للرقص الشعبي التابع لمجموعة ''ديوان الجزائر'' ولوحات من إنجاز أهم الرسامين الممثلين للجزائر الراهنة، اضافة الى المعرض الذي تضمن أكثر من 500 عنوان التي منحت لمكتبة بباماكو، استحسانا لدى الزوار الذين ترددوا بكثرة على مختلف الفضاءات العمومية التي احتضنت التظاهرات من أجل الاحتكاك بالثقافة الجزائرية ليكتشفوا عمقا ثقافيا وفنيا مشتركا. وعلى هامش العروض والمعارض، عقد المسؤولون الجزائريون لقطاع الثقافة عدة جلسات عمل مع نظرائهم الماليين تحسبا لتطبيق وتجسيد اتفاقات التعاون الموقعة في 2007 . من جهة أخرى تم عقد لقاءات بمركز الفنون والعروض والمتعدد الوسائط وكذا بالمركز الوطني للفنون مع مسؤولي المعهد العالي لمهنة الفنون والعروض وممثلي وزارة الثقافة من أجل تطبيق برامج تبادل الأساتذة والطلبة. ويبدو أن هذه البرامج، حسبما تمت الاشارة اليه، ''مفيدة'' بالنظر الى نوعية البرامج البيداغوجية والمنشات التي تمت زيارتها التي تجمع بطريقة ذكية بين ما هو تقليدي ومعاصر من خلال استعمال تكنولوجيات الاتصال الجديدة. كما تطرق الجانبان الى سلسلة من المشاريع التي يأملان تحقيق البعض منها خلال المهرجان الافريقي المقبل الذي سينظم بالجزائر بمشاركة وفد مالي هام أعد برنامجه سويا خلال اجتماع ضم الأمينين العامين لكلا الوزارتين والمديرين المعنيين. وسيكون المسرح حاضرا في هذا المهرجان فضلا عن تنظيم ملتقى حول المسرح الافريقي بين العصرنة والتقاليد من خلال التطرق الى موضوع الشفاهية كعنصر في الحديث المسرحي. وستكون مسألة إنشاء شبكات بين المهرجانات الافريقية ال14 والنشاطات الثقافية والفنية الأخرى احد الأهداف المتضمنة في هذه الديناميكية الثقافية الجديدة التي تمت المبادرة بها خلال الأسبوع الثقافي الجزائري بمالي. ويشارك المالي بوفد يضم حوالي ستين فنانا ورجال ثقافة في المهرجان الافريقي الذي سينظم بالجزائر حسبما علمته وأج لدى مسؤولي وزارة الثقافة.