انطلقت أمس بفندق "الشام" بالعاصمة السورية دمشق أشغال مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي يستمر يومين، ويركّز على دور اللّغة العربية كحاضن للثقافة العربية التي تتعرّض لأخطر هجمة في محاولة لطمسها وإزاحتها نهائياً، وسيرأس الوفد الجزائري في هذا المؤتمر الأمين العام لوزارة الثقافة السيد إسماعيل أولبصير بعد تعذّر تنقّل وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي إلى دمشق. واحتضنت الجزائر العام الماضي أشغال الاجتماع الاستثنائي للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بحضور 14 وزير ثقافة عربي وعددا من الوفود الرسمية الممثّلة لبعض الدول العربية ومختلف المؤسّسات الثقافية كالألسكو والأيسيسكو، وعكف المجتمعون بالجزائر على مناقشة عدد من القضايا العربية الراهنة وفي مقدّمتها محاولة إسرائيل طمس التراث الثقافي العربي ونسبه إليها وكذا تهويد القدس وأسوارها. مسؤولو الشؤون الثقافية في الدول العربية اقتربوا من قضيتين أساسيتين، أوّلهما التراث العربي والمحاولات الكبيرة لطمس معالمه وهويته بالأخص محاولات تهويده، وثاني أهمّ قضية درسها ضيوف "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، كانت القدسالمدينة القضية التي لا يمكن حلّها من خلال تفكيك أحجارها، آثارها وتهويد منابرها وأسوارها لأنّ القدس مدينة العبور إلى التاريخ ومنه إلى الإنسان الكامل الذي تمثّل في النبيين الذين انتخبتهم السماء وكانوا رمزا للإنسان الذي جاء ليعيد الموازين إلى نصابها، وكانت مدينة الأمن والسلام، فحوّلها الصهاينة إلى مدينة للعبث وسفك الدماء واغتصاب حقوق الآخرين باسم الدين البريء ممّا يمكرون، وباسم الأنبياء الذين جاؤوا من أجل كفّ الشرور ومحاربة الظلم والجور. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر بدأت يوم الثلاثاء الماضي بمناقشة تنفيذ قرارات الدورة العادية السابقة الخامسة عشرة والدورة الاستثنائية التي احتضنتها الجزائر في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، والتي تتضمن القرارات الموجّهة إلى الدول العربية وإلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إضافة إلى الأوضاع الثقافية في الدول العربية وبند العقد العربي للتنمية الثقافية بين عامي 2005 و2014 وكذلك البند المتعلق باحتفالية "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009". وأكّد الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري أنّ المؤتمر سيبحث جوانب الثقافة العربية كافة وسيرفع توصياته التي تهتم بتطوير بنى الثقافة العربية في مواجهة الغزو الثقافي الذي تتعرّض له الأمة في هذه المرحلة المصيرية لطمس هويتها ولغتها، وأضاف الدكتور نعسان آغا أنّ المؤتمر سيركّز على دور اللّغة العربية كحاضن للثقافة العربية التي تتعرّض لأخطر هجمة في محاولة لطمسها وإزاحتها نهائياً وهو القرار الذي اتّخذته قمة دمشق مؤخراً بهدف الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال اللغة العربية. وحول الدور الذي تعده وزارة الثقافة لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 قال الوزير نعسان آغا لقد أقر مؤتمر وزراء الثقافة العرب في مسقط العام قبل الماضي أن تكون القدس عاصمة ثقافية عربية مؤكّداً ضرورة بذل كافة الجهود لوقف التهويد الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية فيها من محاولات طمس معالمها العربية وبناء الكنس مقابل المقدسات الإسلامية والمسيحية والضغوط التي تمارسها على السكان العرب في القدس بهدف النزوح عنها. وطالب وزير الثقافة جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم للدفاع عن تراث القدس ومقدّساتها التي تتعرّض للتشويه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي داعيا لاتّخاذ موقف بحجم هذه المؤامرة على القدس.