شكل موضوع " الفلسفة و النقد الثقافي" بمدينة تلمسان محور ملتقى دراسي بمشاركة مجموعة أساتذة ومفكرين من جامعات الجزائر و وهران و تلمسان ناقشوا خلاله على الخصوص "إشكالية الهوية و البيئة في ظل العولمة". وتطرق الأساتذة المتدخلون في الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الذي نظم بدار الثقافة للمدينة بمبادرة من مديرية الثقافة وبالتنسيق مع كلية الآداب لجامعة تلمسان الى أهمية الفلسفة في الحياة الفكرية و الثقافية للأمة مؤكدين أن " الفلسفة لم تموت ولا زالت تصنع الإنسان و تساهم في تشكيل القالب الذي يكون فيه أفكاره وهويته و مشاربه الإيديولجية ". وفي هذا الإطار أوضح المتدخلون أن "المشهد الفلسفي في الجزائر بدأ يعرف سيرا جادا نحو إقامة أسسه " مؤكدين " أن لا أحد ينكر حضور الفلسفة كشريك فاعل لأجل بلورة ثقافة جزائرية متميزة" وتطرق الدكتور عبد القادر بودومة أستاذ بقسم الفلسفة لجامعة تلمسان في المحاضرة الافتتاحية إلى النقد الثقافي الذي حسب قوله " لا يكشف و لا ينتقد و إنما يضفي المعنى على الأشياء التي يشتمل عليها جاعلا من أفكاره ثقافة من شأنها أن تثري بها ساحة الفكر" مبرزا في نفس السياق "الأدوات و الوسائل التي تسخر لممارسة النقد الثقافي". وحسب الأستاذ المحاضر فإن الفلسفة فضلت اختيار النقد الثقافي "لتجعل منه رافدا تعيد من خلاله تحديث الفكر و الإفلات من الرتابة". ويتضمن الملتقى الذي يدوم يومين وينظم لإحياء اليوم الوطني للفلسفة المصادف ليوم 26 أفريل من كل سنة تقديم عدة محاضرات منها " التمثل و النقد الثقافي في الخطاب السياسي" للدكتور منير بهادي من جامعة وهران و " تجربة الكتابة الفلسفية في الجزائر" للأستاذ عمر مهيبل من جامعة الجزائر و " الوعي الجزائري و رهاناته الفلسفية" للأستاذ مؤنيس بوخضرة من جامعة تلمسان. للاشارة تم على هامش الأشغال تنظيم معرض لمختلف الانتاجات الفلسفية الوطنية والدولية.