تفتقت منابع المياه من جديد في منطقة تيفريت بدائرة أولاد ابراهيم بولاية سعيدة بعد غياب دام أكثر من عشريتين مما سمح ببعث شلالاتها الرائعة من على علو مائة متر وخلق منظر رائع من جمال الطبيعة . وأصبح مستعملو الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين ولايتي سعيدة و تيارت يتوقفون للاستمتاع بالمنظر الخلاب الذي تمنحه هذه الشلالات خاصة خلال فصل الربيع. و يبدو جليا للعيان أن الطبيعة الساحرة بمنطقة تيفريت استعادت عافيتها وكثيرا من رونقها الذي افتقد لسنوات طويلة . ويحتاج المنظر الى أنامل رسام موهوب وذي قدرة فائقة على تجسيد هذه المشهد الرائع وتخليده . ويسمح هذا المكان الجميل لمستعملي الطريق المحاذي لهذه الشلالات بالتوقف برهة للتأمل في ما تقدمه الطبيعة من مناظر رائعة تزهو لها النفوس. فبعد قطع مسافة 30 كلم انطلاقا من سعيدة على طول مناظر سهبية ينفتح منظر تيفريت على وقع " واحة " تسر الناظرين مختبأة وسط التلال. و لعل أكثر ما يخطف الأبصار الألوان الزاهية التي يميز الغطاء النباتي لمنطقة تيفريت و المتكون أساسا من أشجار البلوط الأخضر و التين فضلا على بساط أخضر مرصع بأزهار الأقحوان الحمراء تتجانس بشكل ملفت مع اللون اللؤلئي لمياه الشلالات المتدفقة بسرعة كبيرة من أعلى منحدرات حمراء أرجوانية. و تعرف تيفريت إقبالا كبيرا خاصة في أيام نهاية الأسبوع من قبل عشاق الطبيعية الذين يقصدونها لقضاء أوقات ممتعة . ومن هؤلاء من يستغل هذه الفسحة لقطف بعض أصناف الفطر الطيبة المذاق التي تعج بها المنطقة خلال فصل الربيع. كما هناك من يقطف أنواعا من النباتات التي تستعمل في المستحضرات العلاجية التقليدية . وان كان السير عبر الدروب الوعرة المؤدية حتى شلالات تيفريت على بعد مئات الأمتار ليس بالأمر الهين خاصة على الذين تعوزهم اللياقة البدنية فان ذلك يبقى السبيل الوحيد لاكتشاف مناظر طبيعية رائعة تحبس الأنفاس والتمتع بهواء منعش مشبع برذاذ الماء المتاثر نتيجة ارتطام كميات هائلة من المياه بالصخور الموجودة أسفل الشلالات. وترجع مديرية الري عودة شلالات تيفريت المعروفة لدى السكان المحليين تحت اسم " مشتت ماه " والتي اختفت بعد نضوب أهم المنابع نتيجة الجفاف إلى سالف عهدها الى المغياثية العالية في السنوات الأخيرة بالاضافة الى تشديد الإجراءات الخاصة بحماية الطبقة الجوفية من الإستغلال اللاعقلاني للمياه .