قال تنظيم موال للحكومة الصومالية يدعى أهل السنة والجماعة إن اشتباكات خاضها مع جماعة الشباب المجاهدين بوسط البلاد أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصاً وفرار أكثر من ثلاثة آلاف. فقد نقل مراسل الجزيرة نت جبريل يوسف علي عن الناطق باسم حركة الشباب المجاهدين شيخ مختار روبو (أبو منصور) قوله -خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة مقديشو أول أمس- أن حركته ستواصل القتال حتى إسقاط الحكومة الصومالية وإخراج القوات الأفريقية من البلاد. واتهم أبو منصور الحكومة الانتقالية بأنها وراء اندلاع المعارك في جميع المدن والبلدات، موضحا أن حركة الشباب المجاهدين هاجمت معسكر جالى سياد الذي تتمركز فيه قوات بوروندية تابعة للاتحاد الأفريقي دون إعطاء المزيد من التفاصيل. كما اتهم المتحدث القوات الأفريقية بأنها قصفت مواقع مدنية في العاصمة ودعا سكان العاصمة إلى مواجهة هذه القوات وإجبارها على الخروج من الصومال. كما نقل مراسل الجزيرة نت عن مسؤول الدفاع السابق في المحاكم الإسلامية شيخ يوسف سياد إنعدي تأكيده خلال مؤتمر صحفي انضمامه إلى الحكومة الصومالية واستعداده للدفاع عنها، واصفا المعارضة التي تحارب الحكومة بأنهم "خوارج وبغاة تجب محاربتهم". وكان مراسل الجزيرة نت ذكر نقلا عن قيادات ميدانية لحركة الشباب المجاهدين قولها إن الحركة سيطرت على مدينة جوهر الإستراتيجية وتقوم بعمليات دهم وتفتيش داخل المدينة الواقعة على بعد 90 كيلومترا شمال العاصمة والتي تعد معقلا لقوات المحاكم الإسلامية الموالية للحكومة. ومن جهته قال عمر إيمان رئيس الحزب الإسلامي في الصومال إن الحكومة على وشك السقوط أمام ضربات المسلحين الإسلاميين، حيث دعا في لقاء سابق مع الجزيرة إلى إجراء حوار شامل في الصومال لتسوية الوضع، لكنه استبعد أن يكون الرئيس الانتقالي شيخ شريف وجماعته طرفا في ذلك الحوار. وفي المقابل اتهم وزير التخطيط في الحكومة الصومالية عبد الرحمن عبد الشكور الحزب الإسلامي بقتل الصوماليين لأن المناطق التي تشهد قتالا لا تتمركز فيها قوات أفريقية بحسب قوله، مشيرا في الوقت نفسه إلى استعداد الحكومة للحوار مع خصومها من الوزن السياسي والميداني للحزب الإسلامي في الساحة الصومالية. وفي هذه الأثناء ذكر مراسل الجزيرة نت أن حالة من الخوف والقلق الشديدين تسود الشارع الصومالي من تجدد أعمال العنف التي يقول بعض المواطنين إنها ناتجة عن صراعات قبلية وشخصية أكثر من كونها ذات بعد "ديني أو جهادي". كما لفت المراسل إلى تسارع وتيرة النزوح من العاصمة مقديشو بعد أنباء عن وصول مئات المقاتلين وقيادات عسكرية موالية للمعارضة إلى العاصمة ومشارفها، حيث أعرب بعض المواطنين للجزيرة نت عن تخوفهم من تأزم الوضع ورغبتهم في الخروج من المدينة قبل تدهور الأوضاع الأمنية.