شكل موضوع الأدب والشباب محور ندوة فكرية انعقدت مدينة بسكرة بمشاركة نخبة من الباحثين في الحقل الأدبي والمهتمين بالقضايا الإبداعية في الأدب. وألقيت خلال هذا اللقاء الذي جرى بمبادرة من دار الثقافة أحمد رضا حوحو بالتعاون مع مديرية الثقافة وجمعيات محلية ذات طابع ثقافي سلسلة مداخلات من طرف جامعيين مختصين في عالم الأدب متبوعة بمناقشات تناولت العلاقة بين الأدب والشباب وقضايا الشباب والأدب. وقدم الأستاذ الجامعي العيد علاوي مداخلة بعنوان الأدب والشباب أورد في مستهلها أن هناك صلة وثيقة لا غبار عليها بين الإبداع الأدبي وفئة الشباب موضحا أنه على غرار مختلف فئات العمر من الطبقة المثقفة فإن عنصر الشباب لديه تذوقه الخاص للأدب على اعتبار مثلما أضاف أن هذا الأخير وعاء جماليا يستوعب الكثير من الأفكار الكامنة في مخيلة الشاب. واستطرد ذات المتحدث قائلا بأن الأدب يتوفر على باقة ثرية من الأجناس الأدبية التي يمكن أن تجذب إليها القارئ وتشد انتباهه بقوة كالقصة والرواية والخاطرة والقصيدة الشعرية معتبرا أن المتلقي يندمج بصفة طوعية في روح المعنى الذي تنسجه الأفكار المتضمنة في العمل الأدبي. وأفاد الأستاذ عامر رضا في مداخلته بعنوان ظاهرة الالتزام في الأدب بالقضايا الراهنة للشباب أن الدراسات المعمقة للفضاء الإبداعي بينت أن الكثير من الأعمال الإبداعية في فن النثر تحتوي على مسائل من صميم اهتمامات الشباب مثل حب المغامرة والإقدام والاندفاع لتحقيق الغايات. ولا تخلو موضوعات الشعر وفقا لنفس الباحث من مسائل ذات أبعاد وطنية وقومية كالتعلق بالوطن والتمسك بالأرض والتعاطف مع القضية الفلسطينية التي تحتل كما قال مساحات شاسعة في الدواوين الشعرية المعاصرة. وسجل المشاركون خلال هذه الجلسة أن الأدب الراقي الذي يعالج قضايا جادة ويترفع عن الجوانب الهامشية بإمكانه تهذيب النفس البشرية والمساهمة في بلورة الرأي العام بكل فعالية وإضافة لبنة في البناء الفكري للمجتمع.