أوضح رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب عبد الكريم عبيدات، أن الهيئة التي يشرف على تسييرها تعتمد في تكفلها بالشباب على طرق عملية يشرف عليها مختصون ومربون في علم الاجتماع والنفس، وذلك عن طريق التوجه إلى المدارس والأحياء، وبالتنسيق مع مراكز المحمدية والبليدة لعلاج المدمنين على المخدرات.
المواطن : ما هي نظرتكم الاجتماعية والنفسية لوضعية الشباب الجزائري؟
عبيدات عبد الكريم: المنظمة لها برنامج فيما يخص التكفل بالشباب الذي يعاني مشاكل اجتماعية ونفسية، والشاب الجزائري الضائع اليوم هو في مسيرة البحث عن هويته، وهذا بسبب طرده من المدرسة ومن المنزل العائلي، وبالتالي أصبح الشاب مهملا ودور الحركة الجمعوية لا يمكن موازاته بعمل الوزارة، فنحن نضيف شيئا من الاحتكاك مع هذا الشباب الذي يعاني من عدة مشاكل وصعوبات، فالإحصائيات تدل على أن هناك 20 بالمائة من الشباب المدمنين على شتى أنواع المخدرات، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 سنة، كما أن أكثر من 1800 شاب مر على هذه المنظمة، وقد قمنا بحل بعض المشاكل لبعض الذكور والإناث.
- أضحى الشباب الجزائري يواجه مشاكل اجتماعية عدة نتيجة الفراغ الثقافي، هل هذا صحيح؟
+ مشاكل الشباب مختلفة كل حسب وضعيته وظروفه، وهذا بسبب ما تبثه وسائل الإعلام الأجنبية، وفي هذا الصدد أشار المربي "عثماني" إلى الآفات الاجتماعية، كالمخدرات، بحيث أصبحت الجزائر مركز عبور من الساحل والحدود، فالشباب تبنى ثقافات دخيلة على مجتمعنا، لأنه لم يجد مثلا أعلى يقتدي به سوى وسائل الإعلام الأجنبية وما تنشره من مؤثرات في نفوس الشباب، وهذا نتيجة قلة التوعية من وسائل الإعلام الوطنية، جراء عدم أخذها بالبرامج المفيدة بما في ذلك ومضات الإشهار، إلى جانب غياب الحوار العائلي وانتشار التسرب المدرسي والبطالة، وهي كلها عوامل دفعت الشباب إلى الإدمان على المخدرات كوسيلة للهروب، وكحل لهذه المشاكل، فكرت المنظمة في استعمال حافلة متنقلة عبر الأحياء، بها فريق طبي نفساني وتربوي حتى يكون هناك احتكاك مع الشباب لتوعيتهم من مخاطر المخدرات وإعطائهم دروسا تهمهم، بالإضافة إلى توزيع مطويات، كما قامت المنظمة بإنتاج منتوج جديد يتناوله الشباب بدل العلاج بالإبر، وإنشاء مراكز استرخاء في مقر المنظمة الكائن ب 8 شارع حماني مجهز بكراس إلكترونية تساعد الشباب على التخلص من القلق.
- ما هي الإستراتيجية التي تعتمدها منظمتكم لمساعدة الشباب؟
+ يسير المنظمة أطباء في علم النفس، مربون ورجال قانون، كما أنها تقدم دروسا شرعية كل يوم اثنين وخميس، لتوعية الشباب حول مخاطر المخدرات والإجهاض، السرقة، الهجرة السرية، قصد حماية الشباب من الضياع.
- ما هي أشكال الدعم الذي تتلقونه من السلطات العمومية، وبماذا تطالبون من أجل تجاوز العراقيل؟
+ منظمة رعاية الشباب لم تتلق أية عراقيل، بل لديها عقد سنوي يربطها مع وزارة الشباب والرياضة التي تحدد الدعم الواجب إعطاؤه للمنظمة.
- هل تتلقون إعانات من هيئات وجمعيات غير حكومية وكيف تقيمون وضع الحركة الجمعوية في الجزائر؟
+ بصفتنا منظمة لدينا اتصال مباشر مع ال 48 ولاية التي تقوم بمساعدة الشباب المدمن، هناك في الجزائر 58000 جمعية محلية، منها 1500 جمعية وطنية، فالعدد يبدو كبيرا، لكن ليست كلها ناشطة، بسبب الخبرة الناقصة لرؤسائها وعدم وجود برنامج محدد.
- هل حضرتم برنامجا لمساعدة الشباب للسنوات المقبلة؟
+ نعم لدينا مخطط طويل ومتوسط المدى لمساعدة ما يمكن مساعدته من الشباب العاطل عن العمل وعلاج الشباب المدمن على المخدرات ومكافحة هذه الآفات والعمل على الحد منها، كما حضرنا برنامجا ثريا بمناسبة اليوم العالمي للتدخين ومحاربة المخدرات الذي تمنحه إذاعة البهجة حيزا كبيرا.